Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 34-42)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مترفوها : المتنعمون الذين أبطرتهم النعمة . يبسط الرزق : يوسعه . ويقدر : يضيق . زُلفى : قربى ، زلف يزلف زلفا : تقرب . فأولئك لهم جزاء الضعفِ : الجزاء المضاعف . الغرفات : جمع غرفة في أعالي الجنان . معاجزين : جمع معاجز وهو الذي يحاول تعجيز الانبياء . يسلّي الله تعالى رسوله الكريم على ما ابتلي به من مخالفة مترفي قومه له ، وعداوتهم إياه ، بالتأسي بمن قبله من الرسل ، فهو ليس بدعاً من بينهم ، فما من نبيّ بُعث في مكانٍ الا كذّبه المتنعمون واتَّبعه ضعفاؤهم . وهو هنا يبيِّن حجتهم وتبجّحهم بقولهم إنهم لا حاجة لهم الى الايمان بالله ، فما هم فيه من مال وما عندهم من اولاد برهانٌ على محبة الله لهم . فيرد عليهم بأن بَسْطَ الرزق وتقتيره ليس دليلا على رضا الله او غضبه ، وان ذلك مرتبط بسننٍ قدّرها الله في هذه الحياة ، فمن احسنَ استعمالها استفاد منها … وأن كثرة الأموال والاولاد لا تقربهم الى الله اذا لم يؤمنوا ، وان الذين آمنوا وعملوا الصالحات يضاعَفُ لهم الجزاء ويمتّعون بغُرف الجنان ، { وَهُمْ فِي ٱلْغُرُفَاتِ آمِنُونَ } . أما الذين يصدّون عن سبيل الله فإنهم { أُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } . ثم يحثّ المؤمنين على الانفاق وبذل المال واللهُ يخلُفه عليهم ويعوضهم بأكثر منه { وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } . روى البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما من يومٍ يصبح العباد فيه الا مَلَكان ينزلان ، فيقول احدهما : اللهمّ أعطِ منِفقاً خَلَفا ، ويقول الآخر اللهم أعطِ ممسِكاً تلفا " . ثم بين بعد ذلك كيف يسأل الله الملائكة يوم القيامة ويقول لهم : { أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ؟ قَالُواْ سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ } فيتنصل الملائكة من ذلك ويقولون : إننا برآء من عبادتهم والرضا بهم ، بل كانوا يعبدون الجن وكانوا لتأثيرهم خاضعين . ثم بين بعد ذلك أنهم لا ناصرَ لهم ولا ينفع بعضهم بعضا ، إذ يقال للظالمين { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } في الدنيا . قراءات : قرأ حمزة وحده : في الغرفة بالافراد ، والباقون : في الغرفات بالجمع .