Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 12-18)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

العذب : الطيب السائغ من الماء والشرب والطعام والكلام . الفرات : الوافر والشديد العذوبة . سائغ : سهل المرور في الحلق . أُجاج : شديد الملوحة . حلية : كل ما يتحلى به الانسان من لؤلؤ ومرجان وغير ذلك . مواخر : جمع ماخرة تشق الماء حين جريانها . يولج : يدخل . القطمير : القشرة الرقيقة التي على نواة التمرة . يكفرون بشرككم : يجحدون باشراككم وعبادتكم لهم . ولا ينبئك مثل خبير : ولا يخبرك بالأمر مثل الخبير به . ولا تزر وازرة وزر اخرى : لا تحمل نفس آثمة اثم نفس اخرى ، يعني لا يحمل احد ذنب الآخر ، الوزر : الذنب . المثقلة : النفس التي أثقلتها الذنوب . تزكى : تطهر من دنس الأوزار . وما يستوي البحران : أحدُهما ماؤه عذْب شرابه سائغ يجري في الانهار المفيدة للناس فيحيي الاقاليم والامصار ، والثاني مالح ساكن تسير فيه السفن . ومن كلٍ منها تأكلون السمك الطري فضلا من الله ، كما تستخرجون حلياً ، كالدرّ والأصداف والمرجان وغيرها ، وتجري السفن في كل منهما تشقه شقا لتطلبوا من فضل الله ما تحصلونه بالتجارة . ولعلّكم تشكرون لربكم هذه النعم . إنه يُدخل الليلَ في النهار ويدخلُ النهارَ في الليل ، وسخَّر الشمس والقمر كلٌّ يجري الى موعدٍ مقرر . والذي يصنع هذا كلَّه هو الله ربكم ، له الملك التام والسلطان المطلق ، أما الذين تعبدونهم من الأصنام والأوثان فإنهم لا يملكون شيئا مهما كان صغيرا تافها . وهذه الآلهة لا يسمعون ولا ينفعون ولا يضرّون ، وان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ، ولو سمعوا دعاءَكم ما أجابوكم بشيء مما تطلبون . وهم ينكرون اشراككم لهم مع الله يوم القيامة . { وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } ولا يخبرك الحقيقة الا الخبير العليم ، الله تعالى : يا ايها الناس : انتم الفقراء المحتاجون إلى الله في كل شيء والله هو الغني عن خلقه المستحق للحمد على كل حال . والله إن شاءَ يهلككم ويأتي بخلْقٍ جديد يطيعونه ويؤمنون به ، وليس هذا على الله بمستحيل . ثم أخبرَ عن أحوال يوم القيامة فقال : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } في ذلك اليوم العصيب يكون كلُّ انسان مسئولاً عن اعماله وعن نفسه ، فلا تحمل نفسٌ مذنبةٌ ذَنْبَ نفس اخرى . وان تسأل نفسٌ ذاتُ حَملٍ ثقيل أحداً أن يحمل عنها بعض ذنوبها لن تجد من يجيبها أو يحمل عنها شيئا ، وذلك لانشغال كل انسان بنفسه . { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [ عبس : 37 ] . ثم سلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدم قبولهم دعوتَه وإصرارهم على عنادهم فقال : { إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ } لا تحزن ايها النبي لعنادِ قومك ، انما ينفع تحذيرُك الذين يخافون ربهم ويقيمون الصلاة ، ومن تطهَّرَ فانما يتطهر لنفسه ، والى الله المرجع في النهاية .