Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 19-28)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

استوى هذا وذاك : تساويا . الظل : الفيء جمعه ظلال . الحرور : الريح الحارة ، السموم . خلا : سلف ومضى . الزُّبُر : مفردها زبور : الكتب . نكيري : انكاري لعملهم . جدد : واحدها جدة ، وهي الطرق المختلفة الألوان في الجبل ونحوه . غرابيب : واحدها غربيب وهو شديد السواد . ليس يتساوى الأعمى الذي لا يهتدي والبصيرُ الذي آمن واهتدى ، ولا ظلمات الكفر مع نور الايمان ، وما يستوي أحياءُ القلوب بالإيمان بالله ورسوله مع أمواتِ القلوب بالكفر والعناد . { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ؟ } [ الأنعام : 126 ] . { إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ } ان الهداية والتوفيق بيده سبحانه . { وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي ٱلْقُبُورِ } جعل الله المشركين كالأموات الذين في القبور لا يسمعون . وما انت ايها لرسول الا نذير تبلّغ وتنذر . إنا أرسلناك أيها الرسول بالإيمان بي وحدي مبشراً بالجنة من صدَّقك ، ومنذرا بالعقاب من كذَّبك ، وما من أمة من الأمم الماضية الا جاءها من عند الله من ينذرها . وإن يكذِّبْك قومك فقد كذّب الذين من قبلهم رسُلهم حين { جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } . ثم أخذتُ الذين كفروا أخذاً شديدا ، فانظر كيف كان إنكاري لعملهم وغضبي عليهم ! ! ثم يقول الله تعالى منبهاً الى كمال قدرته . { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا } الم تشاهد أيها الرائي أنا خلقنا الاشياءَ المختلفة من الشيء الواحد ، فأنزلنا من السماءِ ماءً وأخرجنا به ثمراتٍ مختلفةً ألوانُها وطعمها ورائحتها . { وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ } وخلق في الجبال طرقاً بيضاً وحمرا وذات الوان اخرى ، وجعل منها جبالاً سودا حالكة . هذا كما خلق من الناس والدوابّ والإبل والبقر والغنم الواناً مختلفة كذلك في الشكل والحجم واللون . ولم عدّد الله آياتِه وأعلامَ قدرته وآثارَ صنعه بيّن انه لا يعرف ذلك حقَّ المعرفة الا العلماءُ بأسرار الكون ، العالمون بدقائق صنعه ، فهم الذين يخشون ربهم حقَّ الخشية : { إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } .