Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 1-3)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فاطر السماوات والأرض : خالقهما ، فَطَرَ الشيءَ أوجده على غير مثال . رسلا : وسائط بينه وبين انبيائه يبلّغون عنه رسالاته . مثنى وثلاث ورباع : اثنين اثنين ، وثلاثة ثلاثة ، وأربعة اربعة . ما يفتح الله : ما يعطي الله . انى تؤفكون : كيف تُصرفون عن توحيد الخالق ، وعن الحق الى الضلال . الثناء الجميل والشكر لله تعالى ، منشىء هذا الكون وما فيه من خلائق على غير مثال سابق ، جاعل الملائكة رسُلا الى خلقه ، ذوي اجنحة متعددة مختلفة . فهو { يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ } ان يزيدَ من الأعضاء ، لا يعجزه شيء { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . ولأول مرة يأتي وصف للملائكة بأنهم أشكال ، لهم اجنحة متعددة . وليس هذا بغريب ، فان بعض المخلوقات لها عدد من الأرجل والاشكال . وفيما نشهده ونراه اشكال لا تحصى من الخلق ، وما لا نعلم اكثرُ بكثيرٍ مما نعلم ، ولا نعرف إلا القليل القليل عما هو موجود في هذا الكون : { وَمَآ أُوتِيتُم مِّن ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } [ الاسراء : 85 ] . وبعد ان يقرر الله تعالى انه على كل شيء قدير - يوضح هنا ان كل شيء في هذا الكون بيده ، يتصرف فيه كيف يشاء ، فحين يفتح الله أبواب رحمته للناس لا يستطيع أحدٌ إغلاقها ، ومتى أَمسكها فلا احد يستطيع فتحها ، فمفاتيحُ الخير ومغاليقه كلها بيده سبحانه وتعالى ، { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } صاحب العزة والسلطان والحكمة . روى ابن المنذر عن عامر بن عبد القيس قال : اربع آيات من كتاب الله اذا قرأتُهن فما أبالي ما أُصبح عليه وأمسي : 1 - ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل لها من بعده . 2 - وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو ، وإن يردْك بخير فلا رادّ لفضله … يونس : 107 3 - سيجعل اللهُ بعد عسرٍ يسراً … الطلاق 7 . 4 - وما من دابةٍ في الأرض الا على الله رزقها … هود 6 وهذا يعني ان عامر بن عبد القيس كان يقرأ هذه الآيات ويستأنس بها ويعمل بها . ثم يؤكد الله تعالى في الآية الثالثة أنه الخالقُ الوحيد الذي يرزق عبادَه من السماء والارض ، وانه لا اله الا هو ، لذلك يجب على الناس جميعاً ان يذكروا نعمة الله عليهم ويحمدوه ويشكروه ، ليحفظوا هذه النعم ويؤدوا حقها . قراءات : قرأ حمزة والكسائي : هل من خالق غير الله بجرّ غيرِ ، والباقون : غير بالرفع .