Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 4-8)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الغرور : بفتح الغين : الشيطان ، وقد فسره في الآية التي بعدها . السعير : نار جهنم . بعد ان قرر الله التوحيدَ وهو أصلُ الأصول في الايمان - ذكر هنا الأصلَ الثاني وهو الرسالة ، وسلّى رسوله الكريم عن تكذيب قومه له بأنه ليس ببدعٍ بين الرسل ، فقد كُذِّب كثيرٌ منهم قبله ، فعليه ان يتأسّى بهم ويصبر على أذى قومه ، والى الله مرجعُ الجميع . ثم ذكر الأصل الثالث وهو البعثُ والنشور ، وانه حق لا شك فيه … فلا تغرَّنكم الحياة الدنيا ، فيذهلكم التمتعُ بها وبزخرفها عن طلب الآخرة ، ولا يخدعنّكم الشيطان عن اتّباع الرسول ، ان الشيطان لكم عدوٌّ قديم فلا تنخدعوا بوعوده ، واحذروا منه واتخذوه عدوا حقيقيا . { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } الذين كفروا من أتباعِ الشيطان واغتروا به هم أصحابُ النار ، يقابلهم الذين آمنوا فلم ينخدعوا باقوال الشيطان ، بل آمنوا بالله وعزّزوا إيمانهم بالعمل الصالح … وهؤلاء اصحاب الجنة { لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } من الله . ثم بيّن البعدَ بين الفريقين : الضالين والمهتدين ، واختلاف حالهم فقال : { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءَ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً } أفمن زين له الشيطان عمله السيّء فرآه حسنا هو في الواقع كمن هداه الله فرأى الحسنَ حسنا والسيء سيئا ؟ انهما لا يستويان أبدا . { فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } يضلّ من يشاء من الجاحدين الذين ارتضوا سبيل الضلال ، ويهدي من يشاء ممن اختاروا سبيل الهداية . ثم يخاطب الرسولَ الكريم حتى يسليه فيقول : { فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } فلا تُهلك نفسَك حزناً على الضالين الذين لم يؤمنوا وحسرةً عليهم ، ان الله محيط علمه بما يصنعون من شر فيجزيهم به .