Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 13-27)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ضربُ المثل : تشبيه حالٍ غريبة بأخرى مثلها . القرية : يقول كثير من المفسرين انها انطاكية ، والرسل غير معروفين ولم يردْ خبر صحيح عنهم . فعزّزنا بثالث : فقويناهم بثالث . البلاغ المبين : التبليغ الواضح . تطيّرنا : تشاءمنا بكم . لنرجُمنكم : لنرمينكم بالحجارة . طائركم معكم : شؤمكم معكم . ائن ذكِّرتم : أئن وُعظتم بما فيه سعادتكم تتشاءمون بنا ! مسرفون : مجاوزون الحد في العصيان . لا تغني : لا تنفع . ولا يُنقِذون : ولا يخلصونني … يذكّرهم الله تعالى بقومٍ مثلهم في الكفر والعناد والإصرار على التكذيب ، فيقول : اذكر لقومك أيها النبي قصةَ أهل قريةِ انطاكية لمّا أرسلنا إليهم الرسلَ لهدايتهم … أرسلنا اليهم رسولَين اثنين ، فكذّبوهما ، فقوّيناهما بثالثٍ وقالوا لهم : لقد أرسلَنا الله إليكم ، فقال اهل القرية لهم : ما أنتم الا بشرٌ مثلنا وليس لكم علينا مَزِية ، وما أنزل الرحمنُ إليكم شيئا ، ولا أمَرَكم بشيء ، وما انتم الا كاذبون . قال الرسل مؤكدين رسالتهم : الله يعلم أنّا رسُلُه اليكم ، وما علينا الا ان نبلّغكم رسالته … وقد فعلْنا . فقال اهل القرية مهدِّدين : إنّا تشاءمنا بكم ، لئن لم تتركوا ما تقولون قتلْناكم رجماً بالحجارة ولحِقَكم منا عذابٌ شديد . فقال الرسل لهم : { طَائِرُكُم مَّعَكُمْ } شؤمُكم معكم { أَإِن ذُكِّرْتُم ؟ } بمعنى : أئن وُعظتم بما فيه سعادتكم تتشاءمون بنا ؟ فخبر " أئن ذُكرتم " محذوفٌ … { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } بالبغي والعناد والكفر . وفي هذه الأثناء يأتي رجلٌ مؤمن من أقصى أطراف المدينة مسرعاً لينصح قومه حين بلغه أنهم عقدوا النية على قتل الرسل . { قَالَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ } بعد ذلك بيّن لهم ذلك الساعي انه ما اختار لهم الا ما اختار لنفسه فقال : وأيَّ شيء يمنعني ان أعبدَ الذي خلقني { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } . وكيف أعبد آلهة لا تفيدني شفاعتُهم شيئاً إن أرادني الله بسوء ، { وَلاَ يُنقِذُونَ } ولا يخلصونني من أي سوء ! اذا فعلت ذلك فأنا في ضلال مبين . ثم التفت الى الرسل وخاطبهم بما يثبت ايمانه بالله فقال : { إِنِّيۤ آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَٱسْمَعُونِ } اشهدوا لي بذلك عنده . { قِيلَ ٱدْخُلِ ٱلْجَنَّةَ قَالَ يٰلَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ } بغفران ربّي لي وإكرامه إياي ، فيؤمنون كما آمنت . إنه يتمنى لو يرى قومُه ما اعطاه الله من الرضى والكرامة لعلهم يؤمنون . قراءات قرأ ابو بكر : فعززنا بفتح الزاي الأولى من غير تشديد . والباقون بالتشديد .