Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 37-44)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
نسلخ منه النهارَ : نزيل النهار منه ونضع الليل مكانه . مظلِمون : داخلون في الظلام . قدّرناه منازل : جمعُها منزلة ، وعددها اثنتا عشرة منزلة . العُرجُون : العنقود من النخلة الذي يحمل الرطب . لا ينبغي لها : لا يتيسر لها . أن تدرك القمر : ان تجتمع معه في وقت واحد . وكل في فلكٍ يسبحون : كل هذه الاجرام يسبح في فلك عظيم واسع . الفُلك : السفينة . المشحون : المملوء . فلا صريخَ لهم : فلا مغيث لهم . من آيات الله وبديع صُنعه تعاقبُ الليل والنهار ، فالليلُ يسلخ من النهار والنهار يسلخ من الليل ، نتيجةً لدوران الأرض حول محورها من الغرب الى الشرق ، فتشرق الشمس على بعض الآفاق فيكون عندهم نهار ، وتغيب عن البعض الآخر بانتظام فيكون عندهم ليل . وإنها لَظاهرة فلكية عظيمة الأهمية في حياة الجنس البشري وكافة الأحياء على هذه الأرض . والشمس تسير الى مستَقّرٍ لها ، بقدرة الله العزيز العليم . وقد ثبت للعلماء أخيراً ان للشمس دورتين : احداهما حول محورها مرة في كل ستة وعشرين يوما تقريبا ، والثانية دورانها مع كل توابعها من الكَواكب السيارة واقمارها حول مركز النظام النجومي بسرعة تقدَّر بنحو مائتي ميل في الثانية . والشمس واحدة من ملايين النجوم التي تكوّن النظام النجومي . واذا علمنا ان هاتين الحركتين الحقيقيتين للشمس لم تثبتا بالبرهان العلمي والأرصاد الفلكية إلا حديثاً - أدركنا ما في هذه الآية الكريمة من إعجاز عظيم . { وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلعُرجُونِ ٱلْقَدِيمِ } وجعلْنا سير القمر منازل ، وهي ثمانية وعشرون منزلا ينزل في كل واحد منها كل ليلة ، إذ يبدو في اول الشهر هلالاً ضئيلا ، ثم يزداد ليلة بعد ليلة الى ان يكتمل بدراً ، ثم يأخذ في النقصان حتى يعود ضئيلاً مثل عُرجون النخلة . ثم يستتر ليلتين ، او ليلة اذا نقص الشهر . والمنازل هي : السرطان ، البطين ، الثريا ، الدبرَان ، الهقعة ، الهنعة ، الذراع المقبوضة ، النثرة ، الطرف ، جبهة الأسد ، الزبرة ، الصرفة ، العواء ، السماك الأعزل ، الغفر ، الزبانى الاكليل ، قلب العقرب ، الشولة ، النعائم ، البلدة ، سعد الذابح ، سعد بلع ، سعد السعود ، سعد الاخبية ، الفرغ المقدم ، الفرغ المؤخر ، بطن الحوت . لا الشمسُ يمكنها أن تخرج عن هذا النظام البديع فتلحقَ بالقمر وبينهما مسافة هائلة ، ولا الليل يتأتى له ان يغلب النهار ويحول دون مجيئه ، بل هما متعاقبان ، وكل من الشمس والقمر والكواكب والنجوم يَسْبَحون في هذا الكون الفسيح بنظام دقيق عجيب . ومن آيات الله وقدرته ان هيّأ للناس البحرَ يركبونه في السفن المشحونة بالبضائع تجري فيه لمصلحتهم ، و { وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ } من الابل والخيل وغيرها من الحيوانات المسخّرة لأمر الانسان ، وكذلك في عصرنا الحاضر جميع انواع المواصلات في البحر والبر والجو . ثم بين لطفه بعباده حين ركوبهم تلك السفن وغيرها فقال : { وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ } كل هذه الوسائل تسير بتقديرِنا وبأمرنا ، ولو أردْنا إغراقهم فليس لهم مغيث ، ولا هم يَنْجُون من الهلاك ، ولكن تشملهم رحمتُنا فيتمتعون بلذات الحياة الدنيا الى اجل مقدر . قراءات قرأ نافع وابن كثير وابو عمرو وروح : والقمرُ قدرناه برفع القمر ، والباقون بالنصب . قرأ نافع وابن عامر ويعقوب : ذرياتهم بالجمع ، والباقون ذريتهم بالافراد .