Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 45-54)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ما بين ايديكم : ما جرى للأمم السابقة . وما خلفكم : عذاب الآخرة . يخصِّمون : بكسر الصاد المشددة ، يتخاصمون . الاجداث : جمع جدث ، القبر . ينسِلون : يخرجون من قبورهم . من مرقدنا : من مكان نومنا ، كأنهم كانوا نائمين في قبورهم . واذا قيل لهؤلاء المكذّبين : خافوا ان يصيبكم مثلُ ما جرى للأمم الماضية بتكذيبهم الرسل ، وخافوا عذاب الآخرة لعلّ الله يرحمكم - أعرضوا وولّوا مستكبرين . ولا تجيئهم حجة من حجج الله الدالة على وحدانيته الا كانوا عنها منصرفين . أما اذا قيل لهم أنفِقوا على الفقراء والمحتاجين مما رزقكم الله ، قالوا للمؤمنين : أتطلبون منا ان نطعم من لو أراد الله إطعامه لفعل ! ؟ انكم حقاً في ضلال مبين . ويقول الكافرون مستهزئين : متى يحصل هذا البعث الذي تعدوننا به ! { مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأُخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } ستأتيهم الساعة بغتة ، وما ينتظرون الا صوتاً واحداً يقضي عليهم بغتة ، وهم يتنازعون في شئون الدنيا غافلين عن الآخرة . ثم بين الله سرعة حدوثها وأنها كلمح البصر او هي اقرب فقال : { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } يومذاك لن يوصوا في اموالهم بشيء ، ولن يرجعوا الى أهلهم . وقد رويت في ذلك احاديث كثيرة تبين هول ذلك الموقف . ثم بين الله أنهم بعد موتهم يُنفخ في الصور النفخةَ الثانية ، نفخةَ البعث من القبور فقال : { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } وبعد النفخة الثانية يخرجون من قبورهم مسرعين الى الله … وكل هذه المواقف من الحياة الاخرى لا نعلم عن حقيقتها شيئا الا ما ورد في القرآن الكريم . ثم بيّن الله تعالى انهم يعجبون حين يرون انفسهم قد خرجوا من قبورهم للبعث فيقولون : { قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ؟ } من الذي أفاقنا من نومنا وبعثنا الى هذا الموقف ! ؟ فيقال لهم : { هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ … } لَقد صدقَ المرسلون فيما أخبروا عنه . ثم تأتي الصيحة الأخيرة : { فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } ويقف الجميع صفاً صفا منتظمين منتظرين حسابهم وجزاءهم ، وعند ذلك يعلن القرار : { فَٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } فيذهب اهل الجنة الى الجنة ، واهل النار الى النار ، ويلقى كلٌّ جزاءه بالعدل . قراءات قرأ ابن عامر وعاصم والكسائي : يَخِصّمون بفتح الياء وكسر الخاء والصاد المشددة . وقرأ ابن كثير وابو عمرو : يَخَصمون : بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد المكسورة . وقرأ نافع : يخْصّمون : باسكان الخاء وتشديد الصاد وبهذا يكون جمع بين ساكنين . وفي المصحف الذي طبعه الملك الحسن في المغرب يَخَصّمون بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد المسكورة . وقرأ حمزة : يخْصِمون : باسكان الخاء وكسر الصاد بدون تشديد .