Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 55-68)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

في شغل : في شأن كبير من المسرة والنعيم . فاكهون : مرحون في عيش ناعم . ظلال : جمع ظل وهو الفيء . الأرائك : جمع أريكة ، وهي كل ما استراح عليه الانسان من مقعد وسرير او فراش او منصة . ما يدّعون : ما يطلبون . امتازوا : انفرِدوا وابتعدوا عن المؤمنين . الم أعهد : ألم أوصِ ، الم اعرض ما فيه الخير . جبلاّ كثيرا : خلقا كثيرا . اصلَوها : ادخلوها ، ذوقوا حرها . لطمسنا على أعينهم : لأعميناهم . فاستبقوا الصراط : تسابقوا الى الطريق المألوف . لمسخناهم : لغيرنا صورهم الى أقبح صورة . على مكانتهم : في اماكنهم . نعمّره : نطل عمره . ننكّسه في الخلق : نردّه من القوة الى الضعف حتى يردّ الى أرذل العمر . بعد انتهاء الحساب يذهب كلٌّ الى مقرة الأخير ، أهل الجنة الى الجنّة وغيرهم الى النار . ويحدّثنا القرآن عما هم فيه من نعيم ملتذون فيه متفكهون ، هم وازواجهم في ظِلال مستطابةٍ على الفُرش والأرائك متكئون ، لهم في جنّتهم فاكهة ولهم كل ما يطلبون ويشتهون ، ولهم فوق كل هذه اللذائذ والمتع تكريم من الله ويقال لهم : { سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ } . اما اصحاب الجحيم فعلى العكس من ذلك فانهم يلقون التحقير والاهانة ، ويقال لهم : { وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } أبعِدوا عن المؤمنين ، وادخلوا جهنم ، ألم أُوصِكم يا بني آدم ان لا تطيعوا الشيطان ؟ إنه لكم عدو ظاهر العداوة يوردكم موارد الهلاك . { وَأَنِ ٱعْبُدُونِي هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } . اطيعوني ، فإن طاعتي هي التي توصلكم الى الطريق المستقيمة . لقد بيّنتُ لكم ذلك فلم تحذَروا عدوكم الذي اضل منكم أجيالا كثيرة { أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ } حين أطعتموه ! اذهبوا الى مصيركم المحتوم . { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } ادخولها وقاسوا حرّها واحترقوا يها بسبب كفركم وجحودكم . ثم بين الله تعالى ان جوارحهم تشهد عليهم ، وذلك بمشهد عجيب . { ٱلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } اليوم تُلجَم أفواههم فلا ينطِقون ، وتتكلم جوارحهم بما اقترفته … ويا له من موقف رهيب مخيف . { وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ فَٱسْتَبَقُواْ ٱلصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ } ولو نشاء لعاقبناهم على كفرهم فطمسْنا على أعينهم فصيّرناهم عمياً لا يبصرون طريقا ولا يهتدون . ولو اردنا لغيّرنا صورهم وحولناهم الى تماثيل جامدة { فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ } بل يبقون في اماكنهم جامدين . { وَمَن نّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ ! } ومن يُطِل اللهُ عمره يَخْرَفْ وينتكس بعد شبابه وعقله الى ضَعفٍ وخَرَفٍ وهزال . افلا يعلمون ان الدنيا دارُ فناء وان الآخرة دار البقاء ! . قراءات : قرأ ابو عمرو ونافع وابن كثير : في شغْل باسكان الغين ، والباقون : في شغُل بضم الشين والغين وهما لغتان . وقرأ ابو جعفر : فكِهون بكسر الكاف بدون الف بعد الفاء . والباقون : فاكهون . قرأ حمزة والكسائي : في ظلل جمع ظلة ، والباقون : في ظلال . قرأ نافع وعاصم وابو جعفر : جِبلاّ بكسر الجيم والباء وتشديد اللام . وقرأ حمزة والكسائي وخلف ورويس : جُبلا بضم الجيم والباء وتخفيف اللام . وقرأ ابو عمرو وابن عامر : جُبْلا بضم الجيم وسكون الباء ، وهذه كلها لغات معناها واحد . وقرأ ابو بكر : على مكاناتهم بالجمع ، والباقون : على مكانتهم بالافراد . وقرأ عاصم وحمزة : نُنَكسه بضم النون الاولى وفتح الثانية وكسر الكاف المشددة . والباقون : نُنْكسه بضم النون الاولى واسكان الثانية وكسر الكاف من غير تشديد . وقرأ نافع وابن ذكوان ويعقوب : افلا تعقلون بالتاء ، والباقون : افلا يعقلون بالياء .