Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 100-113)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فلما بلغ معه السعي : فلما أدرك وكبر . أسلما : استسلما لأمر الله . تلّه : كبّه على وجهه . صدّقت الرؤيا : حققت ما طلب منك . البلاء المبين : الاختبار الواضح . بِذبح : حيوان يُذبح . باركنا عليه : أفضنا عليه البركات . لا يزال الكلام عن سيّدنا إبراهيم بعد أن نجّاه الله وهاجر الى ربه ، وكان وحيداً لم يُرزق ذرية ، فاتجه الى ربه يسأله الذريةَ الصالحة ، فاستجاب الله دعاءه بقوله : { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ } هو اسماعيل . وكان كما قال تعالى : من الصالحين . وشبّ وكبر ، ولما بلغ مبلغ الرجال قال له أبوه إبراهيم : يا بنيّ ، إني رأيت في المنام وحياً يطلب مني أن أذبحك تقرباً الى الله ، فانظر ماذا ترى ؟ . فقال اسماعيل : يا أبت ، افعلْ ما تؤمر به ، { سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّابِرِينَ } . فلما استسلما وانقادا لأوامر الله وقضائه ، ووضع ابراهيمُ ابنَه على الأرض ليذبحه ( وبذلك نجح ابراهيم وابنه في الامتحان ) ، ناداه الله تعالى { أَن يٰإِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّؤْيَآ } وحقّقتها فعلا . وعلم الله بذلك صِدْق ابراهيم واطاعة ابنه له ولربه . { كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } نجزيهم أحسنَ الجزاء لقاءَ إطاعة اوامرنا ، ونجزيهم بتوجيه قلوبهم ورفعها الى مستوى الوفاء . ثم بين الله عظيم صبر إبراهيم على امتثال امر ربه مع ما فيه من عظم المشقة فقال : { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْبَلاَءُ ٱلْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } ما دمت يا ابراهيم قد جُدْتَ بأعزّ شيء عندك ، وهو ابنك الوحيد ، ( وما أعظم هذا الابتلاء الذي ابتليناك به أنت وولدك ) فقد امرنا افتداءه بكبش عظيم . واصبحت تلك سُنّةٌ له ولمن جاء بعده ، وهي سنة النحر في عيد الأضحى ، ذكرى لهذا الحادث العظيم . { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ } وابقينا له الثناءَ والذِكر الحسن على الألسنة الى يوم القيامة ، فهو مذكور على توالي الاجيال والقرون . { سَلاَمٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } . سلام عليه من ربه يسجَّل في كتابه الباقي الى يوم الدين . وكرر الله قوله تعالى : { كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } على الوفاء والطاعة والاستقامة بالذكر الحسن والسلام والتكريم . فانه من عباد الله المؤمنين حقا . ثم يتجلى عليه ربه بفضله مرة أخرى فيهبُ له ( إسحاق ) في شيخوخته ، ويباركه ويبارك ذريته : { وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ } . وفي ذلك تنبيه الى ان النسب لا أثر له في الهدى والضلال ، وان الظلم في الأعقاب لا يعود الى الأصول بنقيصة ، { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } [ الأنعام : 164 ] و [ الإسراء : 15 ] و [ فاطر : 18 ] . قراءات : قرأ حمزة والكسائي : ماذا تُرِي بضم التاء وكسر الراء . والباقون : ماذا ترى : بفتح التاء والراء .