Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 53-59)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اسرفوا على انفسهم : تجاوزا الحد فيما فعلوه من المعاصي . لا تقنطوا : لا تيأسوا . أنيبوا : ارجعوا إلى ربكم . وأسلموا : أخلصوا له . احسن ما انزل اليكم : القرآن . قرّطت : اهملت وقصرت . في جنب الله : في حقه وطاعته . لو ان لي كرّة : لو ان لي رجعة . { قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ … } ان هذه الآية الكريمة اعظم بشرى لنا نحن المؤمنين ، فهي دعوة صريحة من الله لنا الى التوبة ، ووعدٌ بالعفو والصفح عن كل ذنبٍ مهما كبر وعظم . وقد ترك الله تعالى بابه مفتوحا للرجوع اليه امام من يريد ان يكفّر عن سيئاته ، ويصلح ما أفسد من نفسه . روى الامام احمد عن ثوبان مولى رسول الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أحبّ أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية : { قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ … } فقال رجل : يا رسول الله فمن أشرك ؟ فسكت الرسول الكريم ، ثم قال : أَلا ومن الشرك - ثلاث مرات " الى احاديث كثيرة كلها تبشر بسعة رحمة الله ، والبشرى بالمغفرة مهما جل الذنب وكبر ، ويا لها من بشرى . { إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً } صدق الله العظيم . { إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } فمن أبى هذا التفضل العظيم ، والعطاء الجسيم ، وجعل يقنّط الناس ، وتزمّتَ مثل كثير من وعّاظ زماننا ، وبعض فئات المتدينين على جَهل - فقد ركب أعظم الشطط ، فبشّروا يا ايها الناس ولا تنفروا ، ويسروا ولا تعسروا ، يرحمكم الله . ثم امر سبحانه بشيئين : فقال : 1 - { وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ … } اغتنموا هذه الفرصة ولا تضيعوها ايها الناس ، وتوبوا الى بارئكم . 2 - { وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُـمْ … } . ثم بين بعد ذلك ان عاقبة من أهل التوبةَ هو ما يحل به من الندامة يوم القيامة فقال : { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّاخِرِينَ } . بادروا الى العمل الصالح والتوبة واحذَروا ان تفوتكم الفرصة ، فتقول بعض الانفس يوم القيامة : يا حسرتا على تقصيري وتفريطي في طاعة الله ، وكثرة سخريتي واستهزائي بدين الله وكتابه ورسوله . او تقول : لو ان الله هداني الى دينه وطاعته لكنتُ من الفائزين . او تقول حين ترى العذاب : ليس لي رجعةً الى الدنيا فأكون من المهتدين . فيقال له : { بَلَىٰ قَدْ جَآءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا … } ليس الأمر كما زعمتَ ، ولا فائدة من ذلك ، فقد جاءتك آياتي في الدنيا على لسان رسولي فكذّبته وكذّبت بآتي ، واستكبرت عن قبولها { وَكُنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } .