Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 60-67)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وجوههم مسودّة : كناية عن الذل والحسرة . مثوى : مقام . بمفازتهم : بفوزهم ونجاتهم . وكيل : قيم بالحفظ والحراسة . مقاليد السماوات والارض : مفرده مقلاد ومقلد : وتطلق على الخزانة والمفتاح . ليحبطن عملك : ليذهبن هباء . ما قدَروا الله حق قدره : ما عظّموه كما يليق به . والأرض جميعا قَبضتُه : في ملكه وتحت امره . بيمينه : بقدرته . ويوم القيامة أيها الرسول يدل على الذين كذبوا على الله ذلٌّ وحسْرة ظاهرة على وجوههم . ان في جهنم مقاما كبيرا للمتكبرين . وينجي الله من عذابه الذين اتقوا ربَّهم فلا يصيبهم سوء ولا هم يحزنون … لقد أمِنوا من كل خوف وشر ، والله وحده خالق هذا الكون { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } قائم بالحفظ ، يتولى التصرف بحسب حكمته . { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـآيَاتِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } لأنهم حُرموا من الرحمة يوم القيامة بخلودهم في النار . قل لهم يا محمد : أبعد وضوح الآيات على وحدانية الله تأمرونني ان أعبد غيره أيها الجاهلون ! ! ثم بين الله تعالى أنه قد أوحى الى الرسول الكريم والأنبياء من قبله ان يكونوا موحِّدين ولا يشركون بالله شيئاً ، ومن يشركْ يذهبْ عملُه هباءً ويكون من الخاسرين . ثم بين لرسوله الكريم أن لا يجيب المشركين الى ما طلبوه من عبادة الاوثان ، وان يعبد هو ومن اتبعه من المؤمنين الله وحده ، وان يكون من الشاكرين لنعم الله التي لا تحصى . ثم بين الله تعالى جهل اولئك الجاحدين بقوله : { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } اذ أشركوا معه غيره ودعوا الرسول الى الشرك به ، واللهُ سبحانه هو مالك هذا الكون ، وتكون السماوات مطوية بيمينه يوم القيامة { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } . والغرض من هذا الكلام تصوير عظمة الله وجلاله ، وكل ما يرد في القرآن الكريم من هذه الصورة والمشاهد انما هو من باب تقريب الحقائق الى أفهام الناس الذين لا يدركونها بغير ان توضع لهم في تعبير يدركونه . قراءات : قرأ الكوفيون غير حفص : بمفازاتهم بالجمع ، والباقون : بمفازتهم . وقرأ ابن عامر : تأمرونني وقرأ ابن كثير : تأمرونّيَ بتشديد النون وفتح الياء . وقرأ نافع : تأمرنيَ بتخفيف النون وفتح الياء .