Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 9-16)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قانت : قائم بما يجب عليه من الطاعة . آناء الليل : ساعاته ، واحدها آن . يحذر الآخرة : يخشى عذابها . ظُلل : جمع ظُلة ، ما يستظل به من حر او برد . بعد ان ذكر الله من يؤمن عندما يمسّه ضر ، ويكفر عند السرّاء - بين انه ليس سواءً عند الله مع من هو قانت يعبد الله في جميع حالاته ، ولا تزيده النعمة الا إيماناً وشكرا ، رجاءَ رحمة ربه . قل لهم ايها الرسول : هل يستوي الذين يعلمون حقوق الله ، والذين لا يعلمون ! انما يعتبر ويتعظ اولو الألباب ، اصحاب العقول الواعية المدركة . وقدر كرر الله تعالى هذا التعبير { أُوْلُو ٱلأَلْبَابِ } ثلاثَ مرات في هذه السورة الكريمة دلالة على قيمة من يستعمل عقله ويفكر تفكيراً سليما . وبعد ان نفى المساواة بين من يعبد الله في جميع حالاته ومن يلجأ اليه عند الاضطرار وينساه عند النعمة ، ثم من يعلم ومن لا يعلم - امر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ان ينصح المؤمنين بجملة نصائح . 1 - قل ايها النبي : يا عبادي الذين آمنوا بي ، اتقوا ربكم بالأعمال الصالحة ، فان الله قرر ان يُجزل الحسناتِ للذين آمنوا . واذا تعذرتْ طاعته في بلدٍ فتحولوا عنه الى بلد غيره { وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ } . ثم بيّن فضيلة الصبر ، وأن جزاءها للصابرين بغير حساب . وهل هناك وعدٌ أعظم من هذا الجزاء ! 2 - وقل لهم : إني أُمرت بعبادة الله مخلصاً له الدين ، ولا تنظر لي ما يقوله كفار قريش بأن تعود الى ملّة أبيك وجدّك وتعبد الاصنام . فاعتبِروا ايها المسلمون واتبعوا رسولكم الكريم وأخلصوا العبادة والطاعة لله . 3 - وقل لهم : إني أخاف عذابَ يوم القيامة ان عصيتُ ربي ، ولذلك فإني أعبد الله مخلصاً له ديني ، فأخلِصوا بعبادتكم لله . 4 - اما انتم ايها الجاحدون فاعبدوا ما شئتم من الأصنام والأرباب من دون الله . وذكِّرهم ايها الرسول ان الخاسرين هم الذين أضاعوا أنفسَهم بضلالهم ، وخسروا أهلهم بإضلالهم ، وان ذلك هو الخسران الكبير . ثم فصّل ذلك الخسران وبينه بقوله تعالى : { لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ } طبقات متراكمة من النار حتى تحيط بهم النار من كل جانب . هذا ما خوّف الله به عباده وحذّرهم منه ، فاتقون يا عبادي واحذروا ذلك الشر العظيم . وتلك منّةٌ من الله تعالى تنطوي على غاية اللطف والرحمة منه وهو الغفور الرحيم دائما . قراءات : قرأ ابن كثير ونافع وحمزة : أمَن هو قانت : بفتح الميم بدون تشديد . والباقون : أمّن بفتح الميم المشددة .