Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 56-57)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
آياتنا : أدلّتنا الواضحة . نُصْليهم : نشويهم . نضجت : احترقت . الظل الظليل : ظل وارف لا يصيب صاحبه حر ولا سموم . يعرض سبحانه في هاتين الآيتين صورتين متقابلتين : فريق الذين كذّبوا بآيات الله ومآلهم النار وما يذوقون من العذاب ، وفريق المؤمنين العاملين المصدّقين وما يجدونه في الآخرة من النعيم . فقد أعدّ الله لمن جحد بهذه الحجج البينات التي أنزلها على أنبيائه ناراً حامية تشوي جلودهم . حتى اذا احترقت هذه وفقدتْ القدرة على الإحساس بدّلهم الله جلوداً غيرها ليستمر ألم العذاب . وقد نصّ الكتاب بشكل خاص على الجلود لأنها النهاية الخارجة لشبكة الأعصاب في الجسم ، فهي التي تستقبل المؤثراتِ الخارجية من ألم وحرارة وبرودة وغيرها . وقد بحث في ذلك الدكتور عبد العزيز اسماعيل باشا في كتابه ( الاسلام والطب الحديث ) بحثاً قيِّماً . { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً } . فهو عزيز قادر لا يمتنع عليه شيء ، وحكيم يعاقب من تقتضي الحكمة ان يتم عقابه ، ولا يظلم ربك أحدا . هذا فريق . اما الفريق الآخرة فهم الّذين آمنوا بالله وصدّقوا برسوله ، وهؤلاء سيدخلون جناتٍ يتمتعون بنعيمها العظيم ، ولهم فيها أزواجٌ مطهّرة من العيوب والأدناس ، يُدخلن السرور الى نفوسهم ، فتكمل سعادتهم ، ويقيمون في ظل ظليل من العيش الطيب .