Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 92-92)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تحرير رقبة : عتق عبد رقيق مؤمن . الدية : مبلغ من المال يدفعه القاتل لأهل القتيل . في هذه الآية الكريمة أحكام لعلاقات المسلمين بعضهم ببعض ، وفيها أحكام تتناول ثلاثة حالات من القتل الخطأ . وهو المفروض ان يكون بين المسلمين ، لأن المسلم لا يجوز ان يقتل أخاه المسلم أبداً ، ولا قَتْلَ إلا في حدٍّ أو قَصاص . فالحالة الأولى : أن يقع القتل خطأً على مؤمن أهلُه مؤمنون في دار الاسلام . في هذه الحالة يجب عتق رقبة مؤمنة ، وان تؤدى دِيَة ، أي مبلغ من المال ( حدّده النبي بمائة من الإبل أو ألف دينار ) إلى اهل القتيل لتسكن ثائرة نفوسهم ، وتعوّضهم عما فقدوه من نفع المقتول . هذا الا اذا عفا أهله وعفّوا عن الدية ، وهو أقرب الى جو التعاطف والتسامح في المجتمع الاسلامي . وأما عِتق الرقبة فإنه تعويضٌ للمجتَمع المسلم عن القتيل المفقود ، فمن أعدم نفساً مؤمنة تكون كفّارته أن يوجِد نفسا . والعتقُ كأنه إيجادٌ من جديد . فالإنسان حر ، ولا يكمل وجوده إلا مع حريته . وفي هذه دليل كبير على ان الإسلام جاء ليحرّر لا ليسترقّ . وهنا معنى قوله تعالى : { وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ } . والحالة الثانية : ان يقع القتل خطأ على مؤمن في دار الحرب وأهلُه محاربون للإسلام . وفي هذه الحالة يجب عتق رقبة مؤمنة لتعويض النفس المؤمنة التي قُتلت ، لكنه لا يجوز أداء الدية لقومه المحاربين ، خشية ان يستعينوا بها على قتال المسلمين . ولا مجال هنا لاسترضاء أهل القتيل لأنهم أعداء للمسلمين . وهذا معنى قوله تعالى : { فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ } . والحالة الثالثة : ان يقع القتل على رجل قومُه معاهدون للاسلام . وهنا يجب تحرير رقبة مؤمنة ، ودفع الدية كاملة الى أهله . فالله سبحانه قد حرَّم قتل المعاهد كما حرم قتل المؤمن . ويقول بعض المفسّرين في هذه الحالة الثالثة اذا كان المقتول خطأ هو المؤمن فقط ، وجبت الدية وعتق الرقبة . فمن لم يجد رقبة يفتديها أو عجز مالُه عن ذلك وجَبَ عليه صيام شهرين متتابعين ، وذلك من باب " توبة من الله " شرعها لكم ، ليتوب عليكم ويطهّر نفوسَكم من التهاون الذي يفضي إلى القتل الخطأ . { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } والله عليم بأحوال النفوس وما يطهّرها ، حكيم فيما شرعه من الاحكام والآداب التي تضمن إرشادكم الى سعادة الدارين .