Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 93-93)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وردت الحالات الثلاث المتقدمة في قتل الخطأ . أما الآن فنحن أمام القتل العمد . وهو أكبر جريمة في الدنيا ، وكبيرةٌ لا تكفّر عنها دية ولا عتق . وانما جزاء مرتكبها عذابُ جهنم الأليم ، والطرد من رحمة الله . وفي ذاك تهديد ووعيد لمن أقدم على هذه الجريمة واقترف هذا الذنب العظيم الذي قرنه الله تعالى بالشِرك به في كثير من الآيات . منها قوله تعالى { وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهَا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } [ الفرقان : 68 ] . والأحاديث في تحريم القتل كثيرة جداً ، فمن ذلك ما ورد في الصحيحين عن ابن مسعود قال : " قال رسول الله أولُ ما يُقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء " . وفي حديث الترمذي والنّسائي عن ابن عمرو : " لَزوالُ الدنيا أهونُ عند الله من قتلِ رجل مسلم " . ان من قتل مؤمنا متعمّدا مستحلاًّ ذلك القتل ، فجزاؤه على جريمته البشعة ان يدخل جهنم خالداً فيها ، إنه يستحق غضب الله وأن يطرده الله من رحمته ، وقد اعد له عذابا عظيماً . قال ان القيّم : لما كان الظلم والعدوان منافَيين للعدل الذي قامت به السماوات والأرض ، وأرسل الله سبحانه رسله ، وأنزل كتبه فهو من أكبر الكبائر عند الله ، ودرجتُه في العظمة بحسب مفسدته في نفسه . لذا صار قتل الانسان المؤمن من أقبح الظلم وأشده . وقد قال بعض العلماء ومنهم ابن العباس : ان القاتل عامداً متعمداً لا تُقبل توبته ، وسيخلَّد في النار . وقال آخرون : إذا تاب ورجع الى الله تُقبل توبته ، لأنه تعالى يقول : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ } . وهذا هو الذي يتمشى مع قواعد الاسلام .