Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 79-85)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الأنعام : الابل والبقر والغنم . الفُلك : السفن . بالبينات : الآيات الواضحة . وحاق بهم : احاط بهم . بأسنا : شدة عذابنا . سنّة الله : طريقته . يبين الله تعالى في هذه الآيات بعضَ هذه المعجزات التي يطلبها الجاحدون ، ولكنهم لا يحسّون بها لأنهم ألِفوها ، ثم يذكّرهم بما في هذه الآيات من نعم كبار . ان الله تعالى خلق هذه الأنعام من الإبل والغنم والبقر ، وذلّلها للانسان ، منها ما يركبه ويستعمله في قضاء حاجاته ، ومنها ما يأكله . فقد كانت وسائط السفر من هذه الانعام ولا يزال هناك حاجة لها في التنقّل بين الاماكن الوعرة في الجبال رغم وجود الوسائط الحديثة . ومنها ما يأكلونه ويشربون لبنه ، كما يستعملون جلودها . { وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } وقد تقدم في سورة النحل في الآيات 5 و 6 و 7 و 8 بأوسع من ذلك . ثم بين انه يريكم آياته الباهرة التي لا مجال لانكارها بقوله : { وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ ! } . والله تعالى يريكم دلائلَ قدرته ، لا تقدِرون على إنكار شيء منها لأنها واضحة لا يُنكرها من له ادنى عقل . { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ … } تقدم هذا المعنى في اكثر من آية في سورة يوسف والحج والروم . فلو انهم اعتبروا بما رأوا من آثار الأمم السابقة واتّعظوا بها لأغناهم ذلك عن جحودهم وكفرهم . وتلك الأمم السابقة حين جاءتهم رسُلهم بالشرائع والمعجزات الواضحة ، فرحوا بما عندهم من علوم الدنيا ، واستهزأوا بالمرسَلين ، فنزل بهم العذابُ وأحاط بهم . فلما رأوا العذاب آمنوا بالله وحده وكفروا بآلهتهم التي عبدوها ، ولكن ذلك لم يُفِدْهم شيئاً . لقد فات الأوان ، فلا يفيد الندم . { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا } وتلك سنَّةُ الله قد سبقت في عباده ان لا يقبل الايمان حين نزول العذاب ، { وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْكَافِرُونَ } وسنة الله ثابتة لا تختلف ولا تحيد عن الطريق . اللهم اقبل توبتنا ، وأحسن ختامنا ، واسترنا واغفر لنا يا رب العالمين ويا أرحم الراحمين .