Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 69-78)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بالكتاب : بالقرآن . يُسحبون : يجرون . في الحميم : في الماء الحار . يُسْجَرون : يحرقون . ضلوا عنا : غابوا عنا . تفرحون : تبطرون وتسرّون . تمرحون : تختالون من شدة الفرح . المثوى : مكان الاقامة . الم تنظر أيها الرسول الى هؤلاء الجاحدين كيف يجادلون في آيات الله الواضحة ، ويحاولون أن يبطلوها ، وكيف يُصرفون عن النظر فيها ، ويصرّون على ضلالهم . لقد كذّبوا بالقرآن ، وبما ارسلنا به رسُلَنا جميعا ، فسوف يرون جزاء تكذيبهم حين تكون الأغلال في رقابهم يُجرون بها في الماء الحار ، ثم يُحرقون في نار جهنم ، ثم يقال لهم : اين ما كنتم تعبدون من دون الله ؟ فيقولون : لقد غابوا عنا { بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً } بل تبيَّن لنا أننا لم نكن نعبد في الدنيا شيئا يُعتد به . وكما أضل الله تعالى هؤلاء ، كذلك يضلُّ الكافرين . وهذا الذي فعلنا بكم اليوم من شديد العذاب انما هو جزاء بسبب ما كنتم تفرحون وتبطرون وتتكبرون في الارض بغير الحق ، وما كنتم تتمتعون به وتمرحون . ادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها فبئس منزل المتكبرين . ثم امر رسوله بالصبر على أذاهم وتكذيبهم ، وأكَّدَ ان وعد الله له بهلاك الكافرين حق ، وسيأتيهم هذا العذاب إما في حياتك يا محمد او حين يرجعون الينا ، او نتوفينك قبل ان تراه ، { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } جميعا فنجازيهم بما كانوا يعملون . ثم يسلي الرسولَ الكريم ومن معه بقوله تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ } وتقدّم مثل هذا النص في سورة النساء : 164 . { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } يبين الله تعالى ان الرسلَ بشرٌ مكلفون بالتبشير والانذار وتعليم الناس ، أما المعجزات فهي بأمر الله وحسب مقتضى حكمته . ولا يمكن لرسول ان يأتي بمعجزة الا بأمر الله ومشيئته . فاذا جاء أمر الله بالعذاب في الدنيا او الآخرة قضى بين الناس بالعدل . { وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْمُبْطِلُونَ } ولم يعد هناك مجال للتوبة ولا للرجعة إلى الدنيا .