Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 36-43)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فما أُوتيتم : فما اعطيتم . كبائر الإثم : كل ما يوجب حدّا . الفواحش : كل ما عظُم قبحه من السيئات . استجابوا : اجابوا داعي الله . الشورى : المشاورة في الأمور . البغي : الظلم . ينتصرون : ينتقمون لانفسهم . ما عليهم من سبيل : ما عليهم عقاب . لمن عَزْمِ الأمور : لمن الأمور الحسنة المشكورة . يذكّر الله تعالى الناس بأن لا يغترّوا بهذه الحياة الدنيا ، فكل ما فيها من متاع ولذة ومال وبنين لهو قليلٌ جدا بالنسبة لما أعدّه الله للمؤمنين عنده من نعيم الجنة الدائم للذين يتوكلون على ربهم ، ويبتعدون عن ارتكاب الكبائر . { وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ } والذين يتحكمون في أعصابهم عند الغضب ، ويملِكون أنفسهم ، ويغفرون لمن أساء اليهم . ومن صفات هؤلاء المؤمنين ايضا انهم يُجيبون ربّهم الى ما دعاهم اليه ، ويقيمون الصلاة في اوقاتها على اكمل وجوهها . { وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ } وهذا دستور عظيم في الاسلام ، فهو يوجب ان يكون الحكْم مبنياً على التشاور . وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يشاور أصحابه الكرام في كثير من الأمور ، وكان الصحابة الكرام يتشاورون فيما بينهم . ومثلُ ذلك قوله تعالى { وَشَاوِرْهُمْ فِي ٱلأَمْرِ } [ آل عمران : 159 ] . قال الحسن البصري : " ما تشاور قوم الا هُدوا لأرشدِ أمرهم " . وقال ابن العربي : " الشورى ألفة للجماعة ، وصِقال للعقول ، وسببٌ الى الصواب ، وما تشاور قوم قط الا هدوا " . ومن صفات هؤلاء المؤمنين البذلُ والعطاء بسخاء { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } . ومن صفات المؤمنين الصادقين أيضاً : { وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ } الذين اذا بغى عليهم أحد ينتصرون لأنفسهم ممن ظلمهم . ثم بين الله تعالى ان ذلك الانتصار للأنفس مقيَّد بالمِثْلِ : { وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا } فالزيادة ظلم ، والتساوي هو العدل الذي قامت به السماواتُ والأرض . ثم بين الله ان من الافضل العفو والتسامح فقال : { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } . ومثل هذا قوله تعالى : { وَأَن تَعْفُوۤاْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ } [ البقرة : 237 ] ، ومثله ايضاً { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ } [ النحل : 126 ] ، الى آياتٍ كثيرة وأحاديثَ تحثّ على الصبر والعفو . وهذا سبيل الاسلام . ثم بين الله تعالى أن الانسان اذا انتصر لنفسه ممن ظَلَمه فلا سبيلَ عليه ، لكن اللوم والمؤاخذة على المعتدين الذين يظلمون الناسَ ويتكبرون في الأرض ويفسِدون فيها بغير الحق { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } . ثم كرر الحث والترغيب في الصبر والعفو فقال : { وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } . هنا أكد الترغيبَ في الصبر وضبط النفس . وأفضلُ انواع الصبر تحمّل الأذى في سبيل إحقاق الحق وإعلائه ، وافضلُ انواع العفو ما كان سبباً للقضاء على الفتن والفساد . قراءات : قرأ حمزة والكسائي : والذين يجتنبون كبير الإثم . والباقون : كبائر الاثم .