Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 44-50)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

استجيبوا لربكم : أجيبوه . لا مردّ له : لا يردّه احد بعد ما قضى الله به . ملجأ : مكان تلجأون اليه . وما لكم من نكير : ما لكم من إنكار لما فعلتموه ، لا تستطيعون ان تنكروه . حفيظا : رقيبا ، محاسباً لاعمالكم . رحمة : نعمة من صحة وغنى . سيئة : بلاء . عقيما : لا يولد له . ومن ضلّ طريق الهدى ، وخَذَلَه اللهُ لسوءِ استعداده فليس له ناصرٌ من الله ، وترى الظالمين يوم القيامة حين يشاهدون العذاب ، يسألون ربهم ان يُرجعهم الى الدنيا ليعملوا غير ما كانوا يعملون ، ولكن هيهات ، لا سبيل الى العودة . ثم بين الله حالهم السيئة حين يُعرضون على النار أذلاءَ يسارِقون النظر الى النار خوفاً منها . عندئذ يقول المؤمنون : حقًا إن الخاسرين هم الذين ظلموا أنفسَهم بالكفر ، وخسروا أزواجهم وأولادهم وأقاربهم ، وفُرِّق بينهم وبين أحبابهم ، وحُرموا النعيم الى الأبد ، وصدق الله العظيم حين يقول : { أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } . وما كان لهم من ينصرهم من الذين عبدوهم من دون الله ، { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ } ، أي ليس له أيّ طريقٍ ينجيه من سوء المصير المحتوم ، جزاء ضلاله . ثم يحذّر الله الناس طالباً إليهم ان يسارعوا الى إجابة ما دعاهم اليه الرسول الكريم ، من قبل ان تنتهي الحياة وتنتهي فرصة العمل ، ويأتي يوم الحساب الذي { لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ } ويومئذ لا ملجأ ولا ملاذ لهم من العذاب ، ولا يستطيعون انكار ما اجترموه من السيئات . فإن أعرضَ المشركون عن إجابتك أيها الرسول فلا تحزنْ ، فلست عليهم رقيبا فيما يفعلون . { إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ } إن وظيفتك ان تبلّغ ، فاذا انت بلّغت فقد أديتَ الأمانة . { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ } [ البقرة : 272 ] . ثم بين الله تعالى طبيعةَ الانسان وغريزته في هذه الحياة وضعفه فقال : { وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ } هذه هي طبيعة الانسان : إذا أغنيناه وأعطيناه سعةً من الرزق فرح وبطر ، وان أصابته فاقةٌ او مرض { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } من معاصٍ ومخالفات - يئس وقنط ، إن الانسانَ يكفر النعمة ويجحدها . ثم يبين الله انه خالقُ هذا الكون ، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وهو يعطي من يشاء ويمنع من يشاء ، ويهب لمن يشاء الإناث من الذرية ، ويمنح من يشاء الذكور دون الاناث . ويتفضل سبحانه على من يشاء بالجمع بين الذكور والاناث ، { وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً } لا ولد له ، { إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } عليم بكل شيء ، قدير على فعل كل ما يريد .