Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 26-35)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

براء : بريء ، ولفظ ( براء ) يطلق على المفرد والمثنى والجمع تقول : أنا براء مما تعملون ، وانتم براء وانتما براء . فطرني : خلقني . وجعلها كلمة باقية : وجعل كلمة التوحيد باقية . في عقبه : في ذرّيته . من القريتين : من إحدى القريتين وهما مكة والطائف . رحمة ربك : النبوة . سخريا : بمعنى التسخير . معارج : مفرده مَعْرَج ومعراج وهو المَصْعَد والسلّم . وعليها يظهَرون : يصعدون . السرر والأسرة : جمع سرير . الزخرف : الزينة والنقوش . انْ كل ذلك لمّا متاع الحياة : إنْ كل ذلك الا متاع الحياة . يبين الله تعالى للمعاندين لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم أن أشرفَ آبائهم وهو ابراهيم عليه السلام تركَ دينَ آبائه ، وقال لأبيه وقومه : إنني بريء من عبادة آلهتكم الباطلة . وانه لا يعبد الا الله الذي خلَقَه على فِطرة التوحيد ، فهو سَيَهديه إلى طريق الحق ، ويجعلُ كلمة التوحيد باقيةً في ذرّيته { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } فيؤمنون بها . لقد متّع الله قريشاً بالنعمة والأمن في بلدهم ، فاغترّوا بذلك ولم يتّبعوا ملّةَ أبيهم ابراهيم … { حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ } جاءهم الرسولُ الأمين بالقرآن الكريم يهديهم الى الصراط المستقيم . فلما جاءهم الرسول بالحقّ كذّبوه وقالوا ساحر . { وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ } وقالوا مستخفّين بهذا النبيّ الكريم لأنه فقير : هلاّ نزل القرآن على أحد رجلين من عظماء مكة او الطائف وهما : الوليدُ بن المغيرة من سادات مكة ، او عروة بن مسعود الثقفي من سادات الطائف . وهنا يردّ الله تعالى عليهم ويبين لهم جهلهم بأن العظمةَ ليست بكثرة المال ولا بالجاه ، وأن النبوة منصبٌ إلهي وشرفٌ من الله يعطيها من يستحقها ، وليست بأيديهم ولا تحت رغبتهم ولذلك قال : { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ } كيف جهِلوا قَدْرَ أنفسِهم حتى يتحكموا في النبوة ويعطوها من يشاؤون ! الله تعالى قَسَم المعيشة بين الناس وفضّل بعضهم على بعض في الرزق والجاه ، ليتخذَ بعضُهم من بعض أعواناً يسخّرونهم في قضاء حوائجهم ، وليتعاونوا على هذه الحياة . { وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } والنبوّة وما يتبعها من سعادة الدارَين خيرٌ من كل ما لديهم في هذه الحياة الدنيا . فهذا التفاوت في شئون الدنيا هو الذي يتم به نظام المجتمع ، فلولاه لما صرَّف بعضُهم بعضا في حوائجه ، ولا تعاونوا في تسهيل وسائل العيش . ثم بين الله تعالى انه : لولا ان يرغبَ الناسُ في الكفر إذا رأوا الكفار في سَعةٍ من الرزق لمتَّعهم الله بكل وسائل النعيم ، فجعل لبيوتهم أبواباً من فضة وسقُفا وسررا ومصاعد من فضة ، وزينةً في كل شيء … وما هذا كلّه إلا متاع قليلٌ زائل مقصور على الحياة الدنيا الفانية . { وَٱلآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } أعدّها الله للذين أحسنوا واتقَوا وأخلصوا في إيمانهم . روى الترمذي وابن ماجه عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كانت الدنيا تَعْدِل عند الله جناحَ بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء " . قراءات : قرأ ابن كثير وابو عمرو : سَقفاً بالافراد ، والباقون : سُقُفا بالجمع . وقرأ عاصم وحمزة وهشام : لمّا متاع الحياة بتشديد ميم لما . والباقون : لما بالتخفيف .