Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 36-45)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ومن يعشُ عن ذكر الرحمن : ومن يعرض عنه ، يقال عشا يعشو عشوا : ساء بصره ، وعشا الى النار : رآها ليلا فقصدها . وعشى وعشاوة : اصيب بصره بضعف . نقيّض له : نهيئ له . القرين : الرفيق الذي لا يفارق . ذكر الرحمن : القرآن . بُعد المشرقين : يعني المشرق والمغرب ، بين المشرق والمغرب . والعرب تسمّي احيانا الشيئين المتقابلين باسم احدهما . كما نقول العُمَران : ابو بكر وعمر ، القمران : الشمس والقمر . فإما نذهبنَّ بك : فإن قبضناك وأمتناك . وإنه لذِكر لك ولقومك : ان القرآن شرف لك ولقومك تُذْكَرون به الى الأبد . بعد ان بين الله ان المال متاعُ الدنيا عَرَضٌ زائل ، وان نعيم الآخرة هو النعيم الدائم - ذكر هنا أن الذي يهتم بالدنيا ومتاعها ويُعرِض عن القرآن وما جاء به يهيئ له شيطاناً لا يفارقه ، وأن شياطين هؤلاء الفئة من البشر يصدّونهم عن السبيل القويم ، ويظنون انهم مهتدون . حتى اذا جاء ذلك الرجل يومَ القيامة الى الله ورأى عاقبة إعراضه وكفرِه قال لقرينه نادماً : يا ليت بيني وبينك بُعدَ المشرق والمغرب ، فبئس الصاحبُ كنتَ لي ، حتى أوقعتني في الهاوية . ثم يقال لهم جميعا : لن يخفَّف العذابُ عنكم اليوم ، وكلّكم في العذابِ مشتركون ، لا يستطيع أحد منكم ان يساعد الآخر . ثم بين الله تعالى لرسوله الكريم أن دعوته لا تؤثر في قلوبهم ، فأنت يا محمد لا تُسمع الصمَّ عن الحق ولا تهدي العميَ عن الاعتبار . ثم سلّى رسوله الكريم وبين له انه لا بدّ أن ينتقم منهم ، إما في حياة الرسول او بعد مماته ، فان قبضناك يا محمد قبل ان نُريَك عذابَهم ، ونشفي بذلك صدرَك وصدورَ قوم مؤمنين فإنا سننتقم منهم في الدنيا والآخرة . { أَوْ نُرِيَنَّكَ ٱلَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ } مسيطرون . فاعتصِم يا محمد بالقرآن لأنه الحقُّ والنور المبين ، واثبُتْ على العمل به ، واللهُ معك لأنك على صراطه المستقيم . ان القرآن الذي أوحيناه إليك شرف لك وللعرب ، فلقد رفع من شأنهم ونشَر سلطانهم ولغتهم في شرق الأرض وغربها ، وكما قال تعالى : { لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } [ الأنبياء : 10 ] . وأيّ ذكرٍ اعظم ابها الرسول في شرائع مَنْ أرسلْنا قبلك من رسُلنا ، هل جاءت دعوة الناس الى عبادة غيرِ الله ؟ ان جميع الرسل جاؤا بالدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريكَ له . قراءات : قرأ حمزة والكسائي وابو عمرو وحفص : حتى اذا جاءنا بالافراد . والباقون : جاءانا على التثنية .