Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 7-15)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أفاك : كذاب . أثيم : مذنب ، مجرم كثير المعاصي . فبشّره بعذاب : جاء التعبير بالتبشير للاستهزاء به ، لأن العذاب لا يبشَّر به . من ورائهم جهنم : تنتظرهم . يغني : يدفع عنهم . الرجز : عذاب من نوع شديد . سخر : هيأ . لتبتغوا من فضله : لتطلبوا من فضل الله . لا يرجون : لا يتوقعون حصولها . أيام الله : تطلق على ايام الخير ، وأيام الشر . الهلاكُ والعذاب لكل كذّاب في قوله وأثيم في فعله … يسمع هذا المفتري آياتِ الله تُقرأ عليه ثم يبقى مصرّاً على كفره مستكبراً كأنْ لم يسمعها ، فبشّره أيها الرسولُ بأشدّ العذاب . وفي قوله تعالى { فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } تهكم واحتقار لهؤلاء المكذبين . واذا وصل مثلُ هذا الى علمه شيء من آياتنا واستهزأ بها وسخِر منها . { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } من ورائهم جهنمُ تنتظرهم ، ولا يدفعُ عنهم العذابَ ما كسبوا في الدنيا من الأموال والأولاد . ولا تُغني عنهم أصنامُهم التي عبدوها من دون الله شيئا ، { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } . إن هذا القرآن هدى من عند الله ، والذين كفروا بآياتِ ربّهم لهم العذابُ المؤلم يوم القيامة ! أما يعلمون انه وحده الذي ذلل البحرَ تجري السفنُ فيه بأمره ، تحمِلُ الناسَ وجميع ما يحتاجون ! ! بفضله يَسَعُكم أن تطلبوا من خيراتِ البحر بالتجارة والصيد واستخراج ما فيه من لآلئ وتشكروه على ما أفاض عليكم من هذه النعم . كذلك سخّر لكم جميع ما في السماوات وما في الأرض ليوفّر لكم منافعَ الحياة ، وكل هذه النعم آياتٌ تدلّ على قدرته تعالى لقومٍ يتفكّرون في صنائع الله القدير . ناظرَ طبيبٌ نصراني من أطباء الرشيد عليّ بن الحسين الواقدي المَرْوَزِيَّ ، في مجلس الرشيد فقال له : ان في كتابكم ما يدلّ على ان عيسى بن مريم جزءٌ من الله تعالى ، وتلا قوله : { إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ } [ النساء : 171 ] . فقرأ الواقدي قوله تعالى : { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ } ثم قال : اذنْ يلزم ان تكونَ جميع تلك الأشياء جزءاً من الله ! فانقطع الطبيب واسلم . وفرح الرشيد بذلك فرحاً شديدا ، ووصَل الواقديَّ بصلةٍ فاخرة . ثم بعد ذلك أمر الله المؤمنين ان يتحلّوا بأحسنِ الأخلاق ، فطلب اليهم ان يصفَحوا عن الكافرين ويحتملوا أذاهم ، وعند الله جزاؤهم بقوله تعالى : { قُل لِّلَّذِينَ آمَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } يا أيها الذين آمنوا : تسلَّحوا بالصبر ، واغفِروا واصفَحوا تربحوا ، فـَ { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا } ثم إنكم جميعاً إلى خالقكم تُرجَعون للجزاء . قراءات : قرأ حفص وابن كثير : من رجز أليمٌ برفع ميم اليم . والباقون : من رجز أليمٍ بجر أليمٍ على انه صفة لرجز . وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي : لنجزي بالنون . والباقون : ليجزي بالياء .