Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 16-20)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الكتاب : التوراة . الحكم : الفصل بين الناس وفهم ما في الكتاب . الطيبات : كل رزق حسن . بيّنات من الأمر : دلائل واضحات من امر الدين . بَغياً : حسدا وعنادا . على شريعة من الأمر : على طريقة ومنهاج في امر الدين ، وأصل الشريعة : الماء في الانهار ونحوها مما يَرِدُ الناس عليها ، وشريعة الدين يتبصر فيها الناس في امور دينهم . بصائر للناس : معالم للدين يتبصر بها الناس . لقوم يوقنون : يطلبون علم اليقين . يأتي الحديث هنا عن القيادة المؤمنة للبشرية ، وأن هذه القيادة تركّزت أخيراً في الاسم . والله سبحانه يُقسِم بأنه اعطى بني إسرائيلَ التوراةَ والحكم بما فيها النبوة ، ورَزَقَهم من الخيرات المتنوعة وفضّلهم بكثيرٍ من النعم على الخلْق في عصرهم . وأعطاهم دلائلَ واضحةً في أمرِ دينهم ، فما حدثَ فيهم هذا الخلافُ إلا من بعدِ ما جاءهم العلمُ بحقيقة الدين وأحكامه ، بغياً بينهم بطلب الرياسة والتكالب على الدنيا ، والجشعَ في جمع الأموال . { إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بِيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } . وفي هذا تحذيرٌ لنا يا أمةَ محمد ، وقد سلك الكثيرُ منا مسلكهم ، واستهوتْهم الدنيا ، وغرِقوا في متاعها ولذّاتها ، فلْنحذَر الانحدارَ الى الهاوية . ولما بيّن ما آل اليه بنو إسرائيل بإعراضهم عن الحق بغياً وحسَدا ، أمر رسولَه الكريم ان يبعد عن هذه الطريقة ، وان يستمسك بالحقّ الذي أرسله به . ثم جعلْناك يا محمدُ ( بعد بني إسرائيل الذين تقدمتْ صفاتُهم ) على نهج خاصٍّ من أمرِ الدين الذي شرعناه لك ، فاتبعْ ما أُوحيَ إليك . { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } من المشرِكين الجاهلين ، ذلك ان هؤلاء الكافرين لا يدفعون عنك شيئاً من عذابِ الله إنِ اتّبعتهم ، وان الكافرين بعضهم أولياء بعض . { وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلْمُتَّقِينَ } هو ناصرُهم ، فلا ينالهم ظلم الظالمين . وهذه كانت بشرى من الله للرسول وللمؤمنين وهم لا يزالون في مكة . وبعد هذا كله يبين الله فضل القرآن ، وما فيه من الهداية والرحمة للناس اجمعين فيقول : { هَـٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } . إن هذا القرآن وما فيه من احكام واخلاق وتهذيب دلائلُ للناس تبصّرهم في أمور دينهم ودنياهم ، وهدى يرشدُهم إلى مسالك الخير ، ورحمةٌ من الله لقوم يوقنون به ويؤمنون بالله ورسوله .