Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 17-20)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أف : كلمة معناها التضجّر ، وهي مستعملة كثيرا . أن أُخرج : ان ابعث من القبر . خلت القرونُ من قبلي : مضت الأممُ من قبلي ولم يبعث أحدٌ من قبره . ويلك : دعاء عليه بالهلاك . الهلاك لك . اساطير الاولين : أباطيلهم وخرافاتهم . حقَّ عليهم القول : حق عليهم العذاب : الخاسرين : الّذين ضيّعوا انفسهم باتّباع شهواتهم وعدم الايمان بالله ورسوله . الدرجات : المنازل . أذهبْتم طيباتكم : أذهبتم حياتكم وشبابكم وقوّتكم باتّباع شهواتكم في الدنيا . الهُون : الهوان والذل . بعد ان مضى الحديث عن حال البررة من الأولاد ، بيّن هنا حالَ الاشقياء العاقّين للوالدَين ، الجاحدين المنكرين للبعث والحساب . والفريق الثاني من الناس هو الذي ينهر والديه ويقول لهما أفّ لكما ولما تؤمنان به ، اتقولان لي إني سأُبعث من قبري حيّا بعد موتي ، وقد مات قبلي كثيرٌ من الناس لم يعُدْ منهم أحد ، أنا لا اصدّق هذا ولا أومن به ! ووالداهُ يستصرخان اللهَ مستغيثين أن يوفق ولدهما إلى الايمان ، ويقولان له : ويلكَ ، آمِنْ قبل ان تهلك وتموتَ ثم تحشَر الى النار ، { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } فيردّ عليهم بأنّ كل ما يقولانه خرافاتٌ من أساطير الاقدمين . هذا الصنف من البشَر هم الذين حقَّ عليهم وقوعُ العذاب مع أممٍ قد مضت من قبلِهم من الجنّ والانس ، { إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ } . روى البخاري والترمذي وابو داود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن من أكبرِ الكبائر ان يلعنَ الرجلُ والديه او يعقَّهما " . ولكل من المؤمنين والكافرين منازلُ تلائمهم بحسب أعمالهم ، ليظهرَ عدلُ الله فيهم ، وليوفيهم جزاءَ أعمالهم { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } . واذكر أيّها الرسول يومَ يُعرض الكافرون على النار يقال لهم : لقد استوفيتم ملذّاتِكم وشهواتِكم في الدنيا ، و استمتعتُم بها ، فاليومَ لكم أشدُّ العذاب بالذلّ والهوان بما كنتم في الدنيا تفسُقون وتستكبرون . قراءات : قرأ حمزة والكسائي وحفص : نتقبل ، ونتجاوز بالنون . والباقون : يتقبل ويتجاوز بالياء . وقرأ هشام : اتعدانّي بنون واحدة مشددة . والباقون : اتعدانني بنونين بدون تشديد . وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وابن ذكوان : لنوفيهم بالنون . والباقون : ليوفيهم بالياء . وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب : أأذهبتم طيباتكم بالاستفهام ، والباقون : بهمزة واحدة ، وابن كثير يقرأ بهمزة ممدودة .