Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 1-6)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
صدوا عن سبيل الله : صرفوا الناس عن الاسلام . أضلّ اعمالهم : أبطلها . اصلح بالَهم : أصلح حالهم ، والبال معناه القلب والخاطر . والبال : الامل ، ويقال : فلان رضيّ البال وناعم البال : موفور العيش هادئ النفس . فضرب الرقاب : فاضربوا رقابهم ضرباً واقتلوهم . أثخنتموهم : اكثرتم فيهم القتل . فشدّوا الوثاق : فأسِروهم واربطوهم . الوثاق بفتح الواو وكسرها ما يوثق به . فإما منّاً بعدُ واما فداء : فاما ان تطلقوا سراحهم بدون فداء ، واما ان يفدوا أنفسهم بشيء من المال . حتى تضع الحرب أوزارها : حتى تنتهي الحرب ، الأوزار : اثقال الحرب من سلاح وغيره . قسم الله الناس فريقين : أهلَ الكفر الذين صدّوا الناسَ عن دين الله ، وبيّن ان هؤلاء قد أبطلَ اعمالهم ، وأهل الايمان الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصالحات ، وقد محا عنهم سيئاتهم ، وأصلح حالهم في الدين والدنيا . ثم علل ذلك بان اعمال الفريقين جرت على ما سنَّه الله في الخليقة ، بأن الحق منصور ، والباطل مخذول ، { كَذَلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ } ، وهكذا شأن القرآن يوضح الأمور التي فيها عظة وذكرى بضرب الامثال للناس ليعتبروا . ثم بعد ذلك ذكر الله تعالى هنا وجوبَ القتال وأذِن به بعد ان استقر المؤمنون في المدينة ، وبدأوا في تأسيس الدولة الاسلامية . وتبين هذه الآياتُ مشروعيةَ القتال للدفاع عن العقيدة والوطن . فإذا لقيتم الذين كفروا في الحرب فاضرِبوا رقابَهم ، حتى إذا أضعفتموهم بكثرة القتل فيهم فأحكِموا قيد الأسرى ، وبعد ذلك لكم الخيار : إما ان تُطلقوا الأسرى او بعضَهم بغير فداء وتمنُّوا عليهم بذلك ، وإما ان تأخذوا منهم الفدية ، او تبادلوا بهم بالمسلمين ممن يقع في الأسر . وليكن هذا شأنكم مع الكافرين حتى تنتهي الحرب وتضع أوزارها . ثم بين الله تعالى ان هذه هي السنّة التي أرادها من حرب المشركين ، ولو شاء لانتقم منهم بلا حرب ولا قتال ، ولكنه ليختبر المؤمنين بالكافرين شرع الجهاد . واما الشهداء الذين يُقتلون في سبيل الله فلن يُبطل أعمالهم ، بل { سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ ٱلْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ } وفيها كل ما لذ وطاب ، وهم يعرفون منازلهم فيها كما يعرفون منازلهم في الدنيا . قراءات : قرأ أهل البصرة وحفص : والذين قُتلوا . بضم القاف وكسر التاء . والباقون والذين قاتلوا .