Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 7-14)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ان تنصروا الله تنصروا دينه . يثبِّت أقدامكم : ينصركم ويوفقكم . تعساً لهم : هلاكاً لهم . أحبطَ اعمالهم : أبطلها . دمر عليهم : أهلكهم ، يقال دمر القوم ودمر عليهم : أهلكهم . وللكافرين امثالُها : للكافرين امثالُ عاقبة الذين دمرهم الله . مولى الذين آمنوا : ناصرهم . وأن الكافرين لا مولى لهم : لا ناصر لهم . والنار مثوى لهم : مقرٌّ لهم . من قريتك : من مكة . يا ايها الذين آمنوا إن تنصروا الله ( وذلك بنصرِ شريعته ، والقيام بحقوق الاسلام ، والسيرِ على منهاجه القويم ) ينصركم الله على عدوّكم . وهذا وعدٌ صادق من الله تعالى ، وقد انجزه للمؤمنين الصادقين من اسلافنا . فنحن مطالَبون الآن بنصر دين الله والسير على منهاجه حتى ينصرنا الله ويثبّت أقدامنا ، واللهُ لا يخلف الميعاد . اما الذين كفروا بالله فتعساً لهم وهلاكا ، واللهُ تعالى قد أبطلَ اعمالهم ، وجعلها على غير هدى لأنها عُملت للشيطان . فلقد كرهوا ما انزل الله من القرآن وكذّبوا به وقالوا عنه انه سحر مبين ، { فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } ، وهكذا بات عملهم كلّه هباءً وذهبوا الى النار . بعد ذلك يوجه الله الناسَ الى النظر في احوال الأمم السابقة ورؤية آثارهم ، لأن المشاهَدة للأمور المحسوسة تؤثر في النفوس ، فيقول لهم : افلم تسيروا في الأرض فتنظروا ديار الأمم السابقة التي كذّبت الرسل ! اتّعظوا بذلك ، واحذروا ان نفعل بكم كما فعلنا بمن قبلكم ، ممن اوقعنا بهم الهلاك ودمرنا ديارهم . { وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا } ان كل من يكفر بالله ينتظره مثل ذلك العذاب . والله وليُّ من آمن به واطاع رسوله ، وليس للكافرين من ناصر على الاطلاق . وبعد ان بيّن حال المؤمنين والكافرين في الدنيا بيّن هنا نصيب المؤمنين ، ونصيب الكافرين في الآخرة ، وشتان بين الحالين وبين النصيبين . فالمؤمنون يدخلون جناتٍ عظيمة تجري من تحتها الأنهار إكراماً لهم على إيمانهم بالله ونصرهم لدينه وشريعته . والكافرون يتمتعون في الدنيا قليلا ، ويأكلون كما تأكل الحيوانات ، غافلين عما ينتظرهم من عذاب أليم ، { وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } فهي مأواهم الذي يستقرون فيه . { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ … } وهنا يسلّي الله تعالى رسوله الكريم فيخبره ان كثيراً من أهل القرى السابقين كانوا اشدَّ بأساً وقوة من مكة التي أخرجك اهلُها ، ومع ذلك فقد أهلكهم الله بأنواع العذاب فلم ينصُرهم احد ، ولم يمنعهم احد . ثم يبين الله الفرق بين المؤمنين المصدّقين ، والكافرين الجاحدين ، والسببَ في كون المؤمنين في اعلى الجنان ، والكافرين في اسفل الجحيم : { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَاءَهُمْ } هل يستوي الفريقان في الجزاء ؟ لا يمكن ، فالذين آمنوا { عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ } رأوا الحق وعرفوه واتبعوه . والذين كفروا زين لهم الشيطان سوء اعمالهم فرأوه حسنا فضلّوا { وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَاءَهُمْ } فهل يستوي الفريقان ؟ لا يستويان ابدا .