Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 15-17)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مغانم : جمع مغنم ، وهو ما كسبه الإنسان في الحرب . أولي بأس : اصحاب قوة وشدة في القتال . الحرج : الضيق والاثم . يعني هؤلاء ليس عليهم اثم اذا لم يقاتلوا . { سَيَقُولُ ٱلْمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا … } سيقول هؤلاء الاعراب الذين تخلفوا عنكم ايها الرسول يوم خروجكم الى مكة ، وتعللوا بشغلهم بأموالهم واهليهم : دعونا نتبعكم ونخرج معكم الى غزو خَيبر ، وذلك لأنهم توقعوا ما سيكون من مغانم . { يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ ٱللَّهِ } يريدون بذلك تغيير وعدِ الله بتلك المغانم لمن خرج مع الرسول الى الحديبية . قل لهم يا محمد : لن تتّبعونا ، فلقد حَكَم اللهُ من قبلُ بأن الغنائم لمن خرج مع رسول الله وأطاعه . ولكنهم يتجرأون على الله ويقولون : ان الله لم يأمركم بذلك ، بل انكم تخشون ان نشارككم الغنيمة . { بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } ليس الأمر كما يقول هؤلاء المنافقون بل انهم لا يفقهون من امر الدين وتشريع الله الا قليلا . ثم بين الله تعالى لهم ان باب القتال والجهاد لا يزال مفتوحا امامهم ، ولذلك قال للرسول الكريم : قل لهؤلاء المتخلفين عن الخروج من اهل البادية : ستُدعون الى قتال قوم ذوي شدة وبأس في الحرب ، فعليكم ان تخيّروهم بين امرين ، إما القتل أو الاسلام ، فان تستجيبوا لهذه الدعوة يُعظِم الله لكم الغنيمة في الدنيا والثواب في الآخرة ، وان تعرضوا عنها كما اعرضتم من قبل { يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً } . ثم بين الله تعالى الأعذارَ المبيحة للتخلّف عن الجهاد في سبيل الله : فالأعمى والأعرج والمريض معذورون ليس عليهم حرجٌ في عدم الخروج . ثم رغّب في الجهاد واطاعة الله ورسوله ، وأوعد المتخلفين عنه بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة . { وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً } قراءات : قرأ حمزة والكسائي : يريدون ان يبدلوا كَلِمَ الله بالجمع . والباقون : كلام الله .