Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 18-24)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تحت الشجرة : وهي شجرة طلح كانت هناك ، وهى المعروفة بالسَمُرة ، بايع المؤمنون تحت ظلها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم . السّكينة : الطمأنينة ، والأمن وسكون النفس . فتحاً قريبا : فتح خيبر ، وقد حصل بعد انصرافهم من الحديبية . مغانم كثيرة : مغانم خيبر . لتكون آية للمؤمنين : وذلك علامة صدق الرسول الكريم ، وحياطة من الله لرسوله وللمؤمنين ، وليوقنَ المؤمنون الذين سيأتون ان رعايته تعالى ستعمُّهم أيضاً ما داموا على التقوى والصلاح . وأخرى لم تقدروا عليها : هي ما فتح الله على المسلمين فيما بعد من دولتي فارس والروم . احاط الله بها : حفظها الله لكم . بعد ان بين الله حال المتخلفين فيما تقدم ، عاد الى بيان حال المبايعين الذين ذكرهم بقوله تعالى في اول السورة : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ } [ الفتح : 10 ] فبيّن هنا رضاه عنهم من اجل تلك البيعة التي سميت " بيعة الرضوان " لما علم من صدق ايمانهم واخلاصهم في بيعتهم ، وأنزل الله عليهم السَّكينة والأمن ورباطة الجأش ، وجازاهم بالغنائم الكثيرة التي أخذوها من خيبر ، وكانت ارضا ذات حقول وبساتين وعقار واموال قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المقاتلة فاعطى الفارس سهمين والراجل سهما . روى ابن جرير عن سلمة بن الأكوع قال : بينا نحن قائلون ، اذ نادى منادي رسول الله ، ايها الناس : البيعة البيعة ، نزل روح القدس . فثرنا الى رسول الله وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه . فذلك قوله تعالى : { لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ … } فبايع النبي لعثمان باحدى يديه على الأخرى ، وكانت قد انتشرت شائعة أن عثمان قد قُتل ، فبايعوا رسول الله على الموت في سبيل الله . ثم بين الله ان ما آتاهم من الفتح والمغانم ليس هو الثواب وحده ، بل سيأتيهم جزاء اكبر … وانما عجّل لكم هذه لتكون آية على صدق رسوله الكريم وحياطته له ، وحراسته للمؤمنين وليثبتكم على الاسلام ، وليزيدكم بصيرة ، وسيؤتيكم مغانم كثيرة فيما بعد من فارس والروم وغيرهما ما كنتم تقدرون عليها لولا الاسلام ، وهذا معنى قوله تعالى : { وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً } . ثم بين الله تعالى انه لو قاتلكم اهل مكة ولم يصالحوكم في الحديبية لانهزموا ولم يجدوا من ينصرهم او يدافع عنهم . { سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً } تلك هي سنة الله من غلبة المؤمنين ، وخذلان الكافرين . ثم ذكر منة الله على عباده المؤمنين بقوله تعالى : { وَهُوَ ٱلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً } فصان كلا الفريقين عن الآخر ، وأوجد صلحا فيه خيرة للمؤمنين ، وعافية لهم في الدنيا والآخرة . قراءات : قرأ ابو عمرو : يعملون بصيرا ، بالياء ، والباقون : بما تعملون بالتاء .