Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 94-96)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الابتلاء : الاختبار . الصيد : كل صيد من حيوان البر والبحر . تناله ايديكم : تصيدونه . حُرُم : مفرده حرام ، للذكر والانثى ، وهو المحرِم بحج او عمرة . النعم : الحيوان من البقر والضأن والإبل . العدل : بفتح العين ، المُساوي للشيء . الوبال : الشدة ، وسوء العاقبة . السيّارة : جماعة المسافرين . تُحشرون : تجمعون وتساقون اليه . كان الصيد احد معايش الناس في ذلك الزمان ، وكان كثير من الصحابة لا مورد لهم إلا ما يصيدون ، وقد نزلت هذه الآية عام الحديبية ، وفيها تحريم الصيد للمحرم بالحج او بالعمرة . يا أيها الذين آمنوا ، إن الله يختبركم في الحج بتحريم صيد الحيوان البريّ بأيديكم أو برماحكم ، ليُظهر الذين يراقبونه منكم في غيبة من اعين الخلق ويعلم إطاعتكم لأوامره . وما ذلك إلا تربية لكم وتزكية لنفوسكم ، فمن اعتدى بأن أخذ شيئاً من ذلك الصيد بعد هذا التحريم فله عذاب شديد في الآخرة . وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن هذا البلدَ حرام ، لا يُعضَد شجره ، ولا يُختلى خلاه ، ولا يُنفَّر صيده ، ولا تُلتقط لُقطتُه إلا لمعرّف " . يُعضد شجرة : يقطع . الخلا : الرطب من النبات ، ويختلى يُحَشّ . ولا يجوز قتل او صيد أي حيوان أو طير ما عدا " الغراب والحَدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور والحيّة " كما ورد في الاحاديث الصحيحة . وفي الصحيحين ، ان رسول الله عليه السلام قال : " ان ابراهيم حرَّم مكةَ ودعا لها ، وإنّي حرّمتُ المدينة كما حرّم إبراهيمُ مكة " ، كما قال : المدينةُ حَرَمٌ ما بين عِيرَ الى ثَور " . عير : جبل كبير في القسم الجنوبي من المدينة . ثور : جبل صغير خلف جبل أحُد . يا أيها الذين آمنوا ، لا تقتلوا الصيد وقد نويتم الحج والعمرة . ومن فعله منكم قاصداً فعليه ان يؤدي نظير الصيد الذي قتله ، يُخرجه من الإبل والبقر والغنم ، بمعرفة رجلَين عادلين منكم يحكمان به ، ويقدّم ذلك هدية للفقراء عند الكعبة … او يدفع بدله إليهم … أو يُخرج بقيمة المِثْل طعاماً للفقراء ، لكل فقير ما يكفيه يومه . هذه كفّارة مسقطة لذنب تعدّيه على الصيد في الوقت الممنوع . فإذا عجز عن الثلاثة السابقات ، فإن عليه ان يصوم أياماً بعدد الفقراء الذين كانوا يستحقّون الطعام لو أخرجه . وقد شُرع ذلك ليحس المعتدي بنتائج جرمه . لقد عفا الله عما سبق قبل التحريم ، اما من عاد الى قتل الصيد وهو محرم بعد النهي فان الله سيعاقبه ، والله غالب على أمره ، ذو انتقام شديد ممن يصر على الذنب . والآية صريحة في ان الجزاء الدنيوي يمنع عقاب الآخرة اذا لم يتكرر الذنب ، فان تكرر استُحق . أخرج ابن جرير عن ابن عباس أنه قال : اذا قتل المحرِم شيئاً من الصيد فعليه الجزاء ، فإن قتل ظبياً او نحوه فعليه ذبحُ شاة في مكة ، فان لم يجد فإطعام ستة مساكين ، فان لم يجد صام ثلاثة أيام . أما إن قتل أيّلاً " من بقر الوحش " فعليه بقرة ، فإن لم يجد صام عشرين يوما . وإن قتل نعامة او حمار وحش أو نحو ذلك فعليه بُدنة من الإبل ، فان لم يجد أطعم ثلاثين مسكينا ، فإن لم يجد صام ثلاثين يوما ، والطعام مدٌّ يشبعهم . وقد أُحل الله لكم صيد حيوان البحر ، تأكلون منه وينتفع به المقيمون منكم والمسافرون ، وحرم عليكم صيد البر ما دمتم محرمين بالحج او العمرة ، سواء صاده غيركم ، أو انتم قبل إحرامكم . واتقوا الله بطاعته فيما امركم به وما نهاكم عنه ، فإن إليه مرجعكم ، فيجازيكم على ما تعملون . يشيع على ألسنة بعض الناس خطأ { أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ ٱلْبَحْرِ } ولا يوجد في القرآن آية بهذا النصّ ، وإنما { أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ ٱلْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ ٱلْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً … } . قراءات : قرأ الكوفيون ويعقوب " فجزاءٌ مثلُ " برفع جزاء ومثل ، وقرأ الباقون " فجزاءُ مثلٍ " برفع جزاء والاضافة . وقرأ نافع وابن عامر " كفَارةَ طعامٍ " بالاضافة والباقون " كفارةً " بالتنوين .