Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 97-97)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الكعبة : هي البيت الحرام بمكة . قياما : ما يقوم به أمر الناس . الشهر الحرام : ذو الحجة . الهَدي : ما يُهدى الى الحرم من الأنعام . القلائد : الأنعام التي كانوا يزينونها بقلائد اذا ساقوها هَديا ، وخصها بالذكر لعظم شأنها . جاءت هذه الآية استكمالاً للسياق السابق ، فلقد حرّم الله في الآية المتقدمة الصيد على المحرِم ، باعتبار الحرم موطن أمنٍ للوحش والطير ، فالأَولى إذن ان يكون موطن أمن للناس من الآفات والمخاوف ، وسبباً لحصول الخير والسعادة للناس في الدنيا الآخرة . ان الله جعل الكعبة التي هي البيت الحرام مانعاً وحاجزاً تؤمّن الناس ، أرواحَهم ومصالحهم ومنافعهم في معاشهم ، بها يلوذ الخائف ، ويأمن فيها الضعيف ، ويربح التاجر ، ويتوجه اليها الحجاج والمعتمرون . فمعنى " قياما " المانع الذي به يكون صلاح الناس ، كالحكومة التي بها قوام الرعية ، ترعاهم وتحجز ظالمهم ، وتدفع عنهم المكروه . كذلك هي الكعبة والشهر الحرام والهَدي والقلائد قوام العرب الذي كان به صلاحهم في الجاهلية . فقد كان الرجل لو فعل اكبر جريمة ثم لجأ الى الحرم لم يُتناول ، ولو لقي قاتل أبيه في الشهر الحرام لم يَعرِض له أو يقربه ، ولو لقي الهديَ مقلَّدا ، وهو يأكل العصَب من الجوع لم يقربْه . كان الرجل اذا اراد البيت تقلّد قلادة من شَعر فَحَمَتْه من الناس ، وإذا عاد من الحج تقلد قلادة من الأّذْخر أو السَمُر فمنعته من الناس حتى يأتيَ أهله . الاذخِر : نبات طيب الريح : السَّمُر : مفردها سَمُرة ، شجر الطَّلح . وهي في الاسلام معالم حجَ الناس ، ومناسكهم ، فهم في ضيافة الله اذ ذاك ، فليعملوا على جمع شملهم ، ويتجهوا اليه في صلاتهم . أما الهدي فقد جعله تعالى سبباً لقيام الناس ، لأنه يُهدى الى البيت ويًُذبح ويفرَّق لحمه على الفقراء … بذلك يكون نسكا للمُهدي ، وقياماً لمعيشة الفقراء . { ذٰلِكَ لِتَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ … وَأَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } ان ذلك التدبير اللطيف من الله تعالى إنما جعله كي توقنوا أن علمه محيط بما في السماوات وما في الارض ، فهو يشرّع لمن فيهما بما يحفظهم ويقوم بمصالحهم . فإذا احست قلوب الناس رحمةَ الله في شريعته ، وتذوقت جمال هذا التطابق بينها وبين فطرتهم ، أدركوا يقيناً ان الله بكل شيء عليم . قراءات : قرأ ابن عامر " قِيَما " وقرأ الباقون " قياما " كما هو هنا في المصحف .