Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 1-11)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مجيد : وافر المجد ، واسمٌ من اسماء الله الحسنى ، يقال : مجُد بضم الجيم مَجادة فهو مجيد . ويقال : مجَد بفتح الجيم يمجُد بضمها فهو ماجد . والمجد : المروءة والسخاء والكرم والشرف . رجعٍ بعيد : البعث بعد الموت بعيدٌ كما يقولون . ما تنقص الأرض : ما تبليه الأرض من الاجسام بعد الموت . حفيظ : حافظ لتفاصيل الأشياء كلها . كذّبوا بالحق : كذبوا بالنبوة الثابتة . مريج : مختلط ، مضطرب . ما لها من فروج : ليس فيها شقوق . مددناها : بسطناها . رواسي : جبالا ثوابت تمنع الأرض من ان تميد . من كل زوج : من كل صنف . بهيج : ذو بهجة وحسن . منيب : راجع . حَب الحصيد : حب الزرع المحصود . باسقات : طويلات ، يقال بسقت النخلة بسوقا طالت . الطلع : أول ما يخرج من ثمرها . نضيد : منضود بعضه فوق بعض . كذلك الخروج : مثلَ ما ننبت النباتَ ، كذلك نخرجكم من قبوركم . { ق } : حرفٌ من حروف الهجاء افتتحت السورة به على طريقة القرآنِ الكريم في افتتاح بعض السور ببعض هذه الحروف للتحدّي وتنبيه الأذهان . أُقسِم بالقرآن ذي المجد والشرف : إنا أرسلناك يا محمد لتنذرَ الناس به فلم يؤمنْ به أهلُ مكة ، بل عجِبوا أن جاءهم رسولٌ منهم ينذِرهم بالبعثِ بعد الموت ، وزادوا في هذا الانكار فقالوا : هذا شيء عجيب . ثم زادوا في الانكار والتعجب بقولهم : { أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعُ بَعِيدٌ } أبعدَ ان نموتَ ونصير تراباً نرجع أحياء مرة اخرى ! ذلك البعثُ بعد الموت رجوعٌ بعد الوقوع . ثم اشار الله تعالى الى دليل جوازِ البعث وقدرته تعالى عليه فقال : { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضَ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ } . قد علمنا ما تأكلُ الأرض من أجسامهم بعد الموت وتُبليهم ، ولا يخفى علينا أين تفرقت الأبدان ، والى أين صارت ، فلا يصعُب علينا بعثُهم من جديد ، وعندنا كتابٌ حافظٌ لتفاصيل الأشياء كلها . ثم بين الله تكذيبهم بالنبوة الثابتة فقال : { بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَهُمْ فِيۤ أَمْرٍ مَّرِيجٍ } إنهم لم يتدبروا ما جاءهم به الرسولُ ، وهو الحقُّ الثابت ، بل كذّبوا به دون تدبُّرٍ وتفكر ، فهم في قلقٍ من أمرهم واضطرابٍ لا يستقرون منه على حال . ثم وجّه انظارهم الى دليلٍ يدحض كلامهم لو فكروا فيه : ألم ينظُروا إلى السماء والأرض وإلى الجبال الرواسي عليها ، وكيف زيَّنَ السماءَ بالكواكب وليس فيها شقوق ، وإلى الماء النازل من السماء الذي أنبت به الجنّاتِ من مختلف الأصناف والألوان ، والنخلَ الباسقاتِ وطلعها المنضدَ الجميل … كل هذه الاشياء من أجلِ العباد ليعيشوا آمنين في هذه الحياة الدنيا متمتعين . وكما أنزلنا الماء من السماء وأحيينا به الأرض - كذلك نُخرجكم أيها الناس من قبوركم ونبعثكم حياة اخرى . { كَذَلِكَ ٱلْخُرُوجُ } .