Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 36-45)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القرن : الجيل من الناس . أشدّ منهم بطشا : اشد منهم قوة . فنقّبوا في البلاد : طافوا في البلاد طلباً للرزق . مَحيص : مَهْرب . لَذِكرى : لعبرة . او ألقى السمعَ وهو شهيد : أصغى الى ما يتلى عليه وهو حاضر ، ويفطن لما يقال . لغوب : تعب . أدبار السجود : اعقاب الصلوات ، والأدبار جمع دُبُر ومعناه الأصلي الظهر ومؤخرة كل شيء . الصيحة : النفخة الثانية يوم القيامة . بالحق : بالبعث . يوم الخروج : من القبور . بجبّار : بمسيطر ومسلَّط ، انما انت داعٍ ومنذر . يبين الله تعالى لرسوله الكريم أنه مهما بلغت قوة قومه وغناهم فإنهم لم يبلغوا قوة الذين كانوا قبلهم من الأمم ، فقد كان السابقون أشدَّ قوة وبطشا ، وطوّفوا في البلاد وامعنوا في البحث والطلب ولم يغنِ عنهم كل ذلك من الله شيئا . وفي هذا الذي نتلوه عليك من أخبار الماضين ذكرى وعبرةٌ لمن كان له قلبٌ يدرك الحقائق ويفهم ما يقال له ، ويصغي وهو حاضرٌ شاهد . ثم أعاد الدليلَ مرة أخرى على إمكان البعث ، فبيّن ان الله خلق السماواتِ والأرضَ وما بينهما في ستة أطوار مختلفة وما أصابه تعب … وما دام الله قادراً على خلْق هذا الكون العجيب فإنه قادرٌ على إعادة الحياة مرة أخرى . { فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } اصبر على ما يقوله المشركون في شأنِ البعث من الأباطيل التي لا مستَنَدَ لها ولا دليل . وسبِّحْ بحمدِ ربك وقت الفجر ووقتَ العصر وبعضَ الليل وفي أعقاب جميع الصلوات . وقد وردت احاديث صحيحة في تحديد التسبيح بأن يقول : سبحانَ الله ثلاثاً وثلاثين مرة ، والحمدُ لله ثلاثاً وثلاثين مرة ، واللهُ اكبر ثلاثاً وثلاثين مرة ، ويختمها بقول لا إله الا الله وحده لا شريك له ، له الملْكُ وله الحمدُ يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ، بعد كل صلاة . { وَٱسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ ٱلْمُنَادِ } أصغِ ايها الرسول لما أُخبرك به من اهوال يوم القيامة ، يوم ينادي الملَكُ من مكان قريب من الناس ، يوم يسمعون النفخةَ الثانية بالحق الذي هو البعث . { ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْخُرُوجِ } من القبور . ثم لخص ما تقدم بقوله تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِـي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا ٱلْمَصِيرُ } إلينا رجوع الناس جميعهم يوم البعث والجزاء . وفي ذلك اليوم يخرجون من الأرض بعد ان تتشقق عنهم مسرعين الى المحشَر . { ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ } . هو عظيم بما فيه من الاهوال ولكنه علينا سهلٌ يسير . ثم يخاطب الرسولَ الكريم مسلياً له بقوله : { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ } فاتركهم إلينا ، { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ } ولا مسيطِر حتى تجبرهم على الإيمان . ما عليك الا البلاغ ، ولذلك { فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } .