Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 23-35)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القرين : المصاحب ، الملَكُ الموكل بالمرء . معتدٍ : متجاوز للحق ظالم . مريب : شاكّ في الله وفي دينه ، يقال : أرابَ الرجلُ صار ذا ريبة ، وأرابَ الرجلَ اقلقه وازعجه . قال قرينه : الشيطان الذي أطغاه . كان في ضلال بعيد : بعيد عن الحق . وأزلفت الجنة : قُربت وأُدْنِيَتْ . غير بعيد : في مكان قريب . لكل أواب : لكل تائب راجع عن المعصية الى الطاعة . حفيظ : حافظ لحدود الله وشرائعه . منيب : مخلص . ولدينا مزيد : مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . لا يزال الحديث عن يوم القيام وما يجري فيه . { وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } وقال الملَكُ الموكَّل به الذي كان يسوقه الى الموقف : هذا الذي وكَّلتني به يا ربُّ من بني آدم قد أحضرتُه وما هو مسجَّل عليه من قولٍ وعمل . فيقال للملَكَين ( السائق والشهيد ) : ألقِيا في جهنمَ كلَّ كفّار عنيد ، منّاعٍ للخير ، ظالمٍ متجاوزٍ للحق ، قد عَبَدَ غير الله . ألقياه في العذاب الشديد . فيقول ذلك الكافر عندما يرى العذاب : ربِّ إن قريني من الشياطين أطغاني . فيردّ عليه قرينه بقوله : { رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } كان طبعهُ الكفرَ والضلال والبعد عن الحق . قال تعالى للكافرين وقرنائهم : لا تختصِموا لديَّ في هذا الموقف ، وقد قدّمتُ اليكم في الدنيا وعيداً على الكفر مع رسُلي إليكم فلم تؤمنوا . { مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَاْ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } لا يغيَّر قضائي الذي قضيته ، ولا أَظلم أحداً ، فلا أعذبه بغير جرم اجترمه ، ولا أعذبُ احداً مكان احد . وبعد ذلك يذكر مكان حلول الوعيد بقوله : { يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمْتَلأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } وهذا يقال تقريعاً للكافرين إذ تطلب جهنمُ المزيدَ منهم . وبعد هذا الحوار يأتي ذِكرُ حال المتقين . وهو مشهد يختلف كل الاختلاف ، وديعٌ أليف تقرَّب فيه الجنة من المتقين حتى تتراءى لهم ويشهد المؤمنون فيه الترحيب والتكريم من رب العالمين . { وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ } وقُرّبت الجنة للذين آمنوا واتقوا ربهم بحيث تكون بمرأى العين منهم ، إكراماً لهم ، فيرون ما أعدّ اللهُ لهم من نعيم وحبور ، ولذةٍ وسرور ، ويقال لهم : { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ } من كل خير . ثم يصفهم الله تعالى بأوصاف كريمة بقوله تعالى : { لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَّنْ خَشِيَ ٱلرَّحْمَـٰنَ بِٱلْغَيْبِ وَجَآءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } ثم يؤذَن لهم بالدخول بسلام خالدين فيها أبدا ، { ذَلِكَ يَوْمُ ٱلُخُلُودِ } . وبعد ذلك يعلن المولى تعالى ببشارة عظيمة : { لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } . إنهم يجدون فيها كل ما يشتهون . ثم يمنُّ الله تعالى بكرمه أن يزيدَهم فوق ما سألوا مما لم تره أعينُهم ولم يدرْ بخَلَدِهم ، وتلك الضيافة الكبرى من الرحمن الرحيم . قراءات : قرأ نافع وابو بكر : يوم يقول لجهنم … بالياء . والباقون : نقول بالنون .