Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 1-14)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الذاريات : الرياح تذرو الترابَ وغيره ، وهي تحمل معها الحياة لأنها تسوق السحاب ، كما تحمل الدمار احيانا . فالحاملات وقرا : الوقر هو السحاب ، تحمله الرياح موقَرة بالغيث يسوقها الله الى حيث يشاء . فالجاريات يُسرا : السفن تجري في يسر على سطح الماء . فالمقسّمات أمرا : الملائكة التي تحمل أوامرَ الله لتبليغها الى رسُله . انما توعَدون : هو البعث وهو صدق ، والدين : هنا الحساب والجزاء . والسماءِ ذات الحبك : السماء ذات الطرق المحكمة النظام . إنكم لفي قول مختلف : مضطرِب متناقض . يؤفكُ عنه مَن أُفك : يُصرف عنه من صرف عن الايمان . الخرّاصون : الكذابون . في غمرة : في جهل يغمرهم . ساهون : غافلون عما أُمروا به . أيان يوم الدين : متى يوم الجزاء . يفتنون : يحرقون . فتنتكم : عذابكم العدّ لكم . أقسَم الله تعالى بهذه الأشياء : بالرياح المثيراتِ للتراب وغيره ، وبحملها للسُحب فالحاملات منها ثقلاً عظيما من الماء ، وبالسفن الجارية تمخرُ البحار ، وبالملائكة تقسِم أوامرَ الله وتبلّغُها إلى رسله الكرام - أنّ البعث لحقٌّ صادق ، وان الدّين ( وهو الجزاء على اعمالكم ) لحاصِل . واقسم الله تعالى بالسماء ذاتِ الجمال والبهاء ، المحكَمةِ البنيانِ والنظام ، أنكم أيّها المشرِكون المكذِّبون للرسولِ لَفي قولٍ متناقضٍ مضطرب { يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ } أي يُصرف عن الدين والحق ، من صرَفَه عنه جهلُه وهواه . { قُتِلَ ٱلْخَرَّاصُونَ ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ } هلك الكذّابون القائلون في شأن القيامة بالظنّ ، الذين هم مغمورون في الجَهل ، غافِلون عما أُمروا به . وهم يسألون استهزاءً فيقولون : متى يومُ الجزاء ؟ قل لهم يا محمد إن يومَ الدّين { يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } أيْ في جهنمَ يُحرقون ، ويُقال لهم : { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } ذوقوا هذا العذاب الذي كنتم تظنون انه غير كائن وتستعجلون وقوعه مستهزئين .