Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 15-30)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ما يهجعون : ما ينامون . الأسحار : أواخر الليل . وفي أموالهم حق : نصيب . للسائل : للطالب . المحروم : المتعفف الذي لا يسأل . يُطلق على الواحد والجمع . قوم منكَرون : مجهولون غير معروفين . فراغَ الى أهله : فذهب الى اهله خفية وسرا . فقرّبه اليهم : وضعه بين أيديهم . فأوجس منهم خيفة : أضمر في نفسه الخوف منهم . امرأته : سارة . في صرة : في ضجة . فصكت وجهها : ضربت بيدها على جبهتها . وقالت : عجوز عقيم : أنا كبيرة السن لا ألد . بعد ان ذكر الكفارَ المنكرين للبعث والجزاءِ وما ينتظرهم يومَ القيامة - ذكَرَ هنا حالَ المؤمنين المتقين وما يتمتعون به من النعيم المقيم في جَنّة الخُلد ، لأنهم آمنوا وكانوا محسِنين في الدنيا ، وكانوا يقيمون صلاةَ الليل ويتهجّدون في معظمِه ، ويستغفِرون اللهَ تعالى في وقت الأسحار كما جعلوا في أموالِهم جزءاً للفقراءِ والمساكين ، والذين لا يَجِدون ولا يَسالون . ثم ذَكرَ بعد ذلك بعضَ الآيات الكونية في الأرض والنفس . وفي الأرضِ دلائلُ على وجود الخالق العظيم ، وفي أنفسِكم ايها الناسُ كذلك آياتٌ واضحةٌ أفلا تُبصِرون دلالتها ؟ . وفي السماء أسبابُ رِزقكم ، وكذلك ما توعَدون من كل شيء ، فاعملوا وتوكّلوا على اللهِ الرزاقِ الكريم ولا تخافوا . ثم أقسَمَ اللهُ تعالى بعزّته وجلاله ان البعثَ حقٌّ { مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } فلا تشكّوا فيه ، يعني أن بَعْثَ الناسِ يومَ القيامة حقٌّ كأنكم تسمعون وترون . ثم تطرّقَ إلى قصة إبراهيم مع ضيوفه ، تسليةً لرسوله الكريم . وقد تكرر ذكر ابراهيم كثيراً لأن النبيَّ على دينه ، ولأنّ قريش كانت تقول إنّهم على دِين إبراهيم . هل علمَت يا محمد قصةَ الملائكة ، ضيوفِ إبراهيم ، الذين وفدوا عليه فأكرمهم وهو لا يعرفُهم ، ولذلك قال لهم : { سَلاَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } مجهولون لنا لا نعرفهم . ثم أسرع إبراهيم الى أهله خِفية وقدّم لضيوفه عجْلا سمينا مشويّا ، فقرّبه إليهم ، فلم يأكلوا منه ، فقال منكِرا لحالهم : ألا تأكلون ؟ { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } خافَ منهم في نفسِه ، ظناً منه ان امتناعَهم عن الأكل إنما كان لشرّ يريدونه . { قَالُواْ لاَ تَخَفْ } وطمأنوه بقولهم : لا تخفْ منا ، إنا رسُل ربك إلى قوم لوطٍ ، كما جاء في قوله تعالى : { لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ } [ هود : 70 ] . ثم زادوا طمأنتهم له : فقالوا : أبْشِر يا إبراهيم بغلامٍ عليم . هذا هو ابنه اسحاق من زوجته سارة . فلمّا أقبلت سارة وفوجئت بالبِشارة صاحت وضربت بيدها على جبينها ، وقالت : أنا عجوز عقيم فكيف ألِد ؟ كما جاء واضحاً في سورة هود 72 { قَالَتْ يَٰوَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخاً } { قَالُواْ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ } كذلك قضى ربك بحكمتِه ، إنه هو الحكيم في كل ما يقضي ، العليم الذي لا يخفى عليه شيء . قراءات : قرأ حمزة والكسائي وابو بكر : انه لحقٌّ مثلُ ما انكم تنطقون برفع مثل ، والباقون : مثلَ بالنصب .