Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 57-74)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تُمنون : تقذِفون المني في الارحام . قدَّرنا : وقَّتنا موت كل احد بوقت . نبدّل أمثالكم : نميتكم ، ونأتي بقوم آخرين أشباهكم . النشْأة الأولى : الخلقة الأولى . فلولا تذكّرون : فهلا تتذكرون . حطاما : هشيماً متكسرا . تفكّهون : تتعجبون . مغرمون : معذبون مهلكون . المُزن : السحاب واحدته مزنة . أُجاجاً : مالحاً لا يصلح للشرب . فلولا تشكرون : فهلاّ تشكرون . تورون : توقِدون . تذكرة : تذكيرا موعظة . متاعا : منفعة . للمقْوين : للفقراء الذين ينزلون بالقفر ، أقوى الرجلُ : افتقر ، ونزل بالقفر ، ونفد طعامه . ويقال للمسافرين والمستمتعين : المقوون أيضا . بعد ان بين الله تعالى لنا الأزواج الثلاثة ، ومآل كل منهم ذكَرَ هنا الأدلّةَ على الألوهية من خلْقٍ ورزق للخلق ، وأقام الدليلَ على البعث والجزاء ، وأثبتَ النبوةَ ، فقال : نحنُ خَلقناكم من عَدَمٍ ، فهلاّ تصدّقون وتقرّون بقدرتنا على إعادتكم ثانية يوم القيامة ! ؟ . أفرأيتم هذا المَنِيَّ الذي تقذِفونه في الأرحام ، أأنتم تخلُقونه وتجعلونه بَشَراً بهذه الصورة { أَم نَحْنُ ٱلْخَالِقُونَ } ! ؟ . نحن قضَيْنا بينكم بالموت ، وجعلْنا لِموتكم وقتاً معيّناً ، وما نحنُ بمسبوقين ولا عاجزين عن ان نُذْهِبكم ونأتيَ بأشباهكم من الخلق ، { وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ } في الأطوار والأحوال . ثم ذكر دليلاً آخر على البعث فقال : { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ } لقد علمتم أن الله أنشأكم النشأةَ الأولى من العَدَم ، فهلاّ تتذكّرون انّ مَن قَدَرَ على خلْقكم من البداية لهو أقدَر على ان يأتيَ النشأةَ الأخرى لكم ! أفرأيتم ما تبذُرونه من الحَبّ في الأرض ، أأنتم تُنبتونه أم نحنُ نفعل ذلك ! ان في قُدرَتنا لو نشاء لصيَّرنا هذا النباتَ هشيماً يابساً متكسرا . { فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ } فظللتم تتعجّبون من سوءِ ما أصابه وما نزل بكم ، وتقولون إنا لمعذَّبون ، لا بل نحنُ محرومون من الخيرِ والرِزق لِنحسِ طالعنا وسوءِ حظنا . أفرأيتم الماءَ العذبَ الذي تشربونه والذي هو أصلُ الحياة ، أأنتم أنزلتموه من السحاب ام نحن المنزلون له رحمةً بكم ؟ وهذا من اكبر الادلة على قدرة الاله وعظمته ، فقد حاول الانسان استمطار السّحُب صناعياً إلا ان هذه المحاولاتِ لا تزال مجردَ تجاربَ ، وعلى نطاق ضيق جدا ، مع وجوب توافر بعض الظروف الملائمة طبيعيا . إننا لو نشاءُ لجعلْنا هذا الماءَ العذبَ مالحاً لا يمكن شربه ، فهلاّ تشكرون الله على هذه النعمة وعلى ان جعله عذباً سائغا ! ؟ . أفرأيتم النارَ التي توقدونها ، أأنتم أنبتُّم شجرتها وأودَعتم فيها النار ، أم نحن المنشئون لها ؟ والنارُ نعمة كالماء ، وعندما عرف الانسانُ كيف يستعمل النارَ كان ذلك في حياته خطوةً كبيرة الى التقدم ، وبدْء الحضارة الانسانية . نحن جعلنا هذه النار تذكرةً وتبصِرة لكم تذكّركم بالبعث لتعلموا أن من أخرجَ من الشجر الأخضر ناراً قادرٌ على إعادة الحياة مرة أخرى . ولقد جعلنا في النار منفعةً لمن ينزلون في المفاوز والصحارى من المسافرين ، ولمن يحتاج إليها في كل مكان … فاذكروا ذلك واعتبروا منه . فسبّح باسم ربك العظيم أيها الرسول على هذه النعم الجليلة التي لا تُعد ولا تحصى . قراءات : قرأ ابن كثير : نحن قدَرنا بينكم الموت ، بفتح الدال من غير تشديد . والباقون : قدرنا بالتشديد . وقرأ ابو بكر : أإنا لمغرمون على الاستفهام . والباقون : إنا لمغرمون على الخبر .