Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 12-15)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يسعى نورهم بين أيديهم : وهو ما قدموه من عمل صالح في الدنيا . بشراكم : أبشروا . انظرونا : انتظرونا . نقتبس من نوركم : نستضيء بنوركم . بسور : بحاجز . باطنه فيه الرحمة : الجنة . وظاهره من قِبله العذاب : من جهته جهنم . فتنتم انفسكم : اهلكتموها . تربصتم : انتظرتم بالمؤمنين الشرّ والمصائب . ارتبتم : شككتم في امر البعث . الأماني : الاباطيل . الغَرور ( بفتح الغين ) : الشيطان . فدية : مال او غيره لحفظ النفس من الهلاك . مأواكم : منزلكم . مولاكم : اولى بكم ، من ينصركم . الكلام في هذه الآيات الكريمة عن مشهدٍ من مشاهد يوم القيامة ، فاللهُ سبحانه وتعالى يبين هنا حالَ المؤمنين المنفقين في سبيل الله يومَ القيامة ، فذَكَر أن نورَهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ليرشدَهم إلى الجنة ، وتقول لهم الملائكة : أبشِروا اليومَ بالجنّات التي تجري من تحتها الأنهارُ وأنتم فيها خالدون ابدا . { ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } وأيّ فوزٍ أعظم من دخول الجنة ! ! ثم بيّن حالَ المنافقين في ذلك اليوم العظيم ، وكيف يطلبون من المؤمنين ان يساعِدوهم بشيءٍ من ذلك النورِ الذي منحَهم الله إيّاه ليستضيئوا به ويلحقوا بهم . فيسخَرُ المؤمنون منهم ويتهكّمون عليهم ويقولون : ارجِعوا إلى الدنيا واعملوا حتى تحصُلوا على هذا النور . وهذا مستحيل . فيُضرَب بينهم بحاجزٍ عظيم يكونُ المؤمنون داخلَه في رحابِ الجنة ، والمنافقون والكافرون خارجَه يذهبون الى النار . ثم ينادِي المنافقون المؤمنين فيقولون لهم : ألَمْ نكُنْ مَعَكم في الدنيا ! ؟ فيقول لهم المؤمنون : { بَلَىٰ وَلَـٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَٱرْتَبْتُمْ وَغرَّتْكُمُ ٱلأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } . لقد كنتم معنا ولكنكم لم تؤمنوا ، وأهلكتم أنفسكم بالنفاق ، وتربصتم بالمؤمنين الشرَّ والحوادثَ المهلكة ، وشككتم في أمور الدينِ . لقد خدعتكم الآمالُ الكاذبة حتى جاءكم الموتُ ، وخدعكم الشيطان . فلا أملَ لكم بالنجاة ، ولا تُقبَل منكم فِدية ، ولا مِن الذين كفروا ، إن مَرجِعَكم جميعاً هو النار ، هي منزلكم { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } . قراءات : قرأ حمزة : أنظِرونا نقتبس من نوركم بفتح الهمزة وكسر الظاء من الفعل انظِر . والباقون : انظُرونا بضم الظاء . وقرأ ابن عامر ويعقوب : فاليوم لا تؤخذ بالتاء . والباقون : لا يؤخذ بالياء .