Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 25-29)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

البينات : المعجزات والحجج . الكتاب : جميع الكتب المنزلة . الميزان : العدل . القِسط : الحق . أنزلنا الحديد : خلقناه . فيه بأسٌ شديد : فيه قوة عظيمة . ثم قفّينا على آثارهم : ثم أرسلنا بعدهم الواحدَ تلو الآخر . الرهبانية : الطريقة التي يتبعها قُسُس النصارى ورهبانهم . ابتدعوها : استحدثوها من عند أنفسِهم . فما رَعَوْها : فما حافظوا عليها . الكِفل : النصيب . لقد ارسلنا رسُلنا الذين اصطفيناهم بالمعجزات القاطعة ، وانزلنا معهم الكتب فيها الشرائع والاحكام ، والميزان الذي يحقق الإنصاف في التعامل ، ليتعامل الناس فيما بينهم بالعدل . كما خلقنا الحديد فيه قوة ومنافع للناس في شتى مجالات الحياة ، في الحرب والسلم ، والمواصلات برا وبحرا وجوا ، ومنافعه لا تحصى - لينتفعوا به في مصالحهم ومعايشهم ، وليعلم الله من ينصر دينه ، وينصر رسله بالغيب ، { إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } لا يفتقر الى عون احد . ولقد ارسلنا نوحاً وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتب الهادية . والقرآن يعبر دائما بالكتاب حتى يعلم الناس ان جميع الاديان اصلها واحد . ثم ان هذه الذرية افترقت فرقتين : منهم من هو مهتدٍ الى الحق مستبصر ، وكثير منهم ضالون خارجون عن طاعة الله . { ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا } بعثنا بعدَهم رسولاً بعد رسول على توالي العصور والأيام ، حتى انتهى الأمر الى عيسى عليه السلام وأعطيناه الانجيلَ الّذي أوحيناه اليه ، وأودعنا في قلوب المتّبعين له رأفةً ورحمة . وبعد ذلك كله ابتدعوا رهبانيةً وغُلواً في العبادة ما فرضناها عليهم ، ولكن التزموهما ابتغاء رضوان الله تعالى ، فما حافظوا عليهما حقَّ المحافظة . فآتينا الذين آمنوا منهم إيماناً صحيحاً أجورَهم التي استحقّوها . اما كثير منهم فقد خرجوا عن امر الله ، واجترموا الشرور والآثام ، فلهم عذابٌ عظيم . { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } واثبُتوا على إيمانكم برسوله يعطِكم نصيبَين من رحمته ويجعل لكم نوراً تهتدون به ، ويغفر لكم ذنوبكم { وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . { لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّن فَضْلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } . لقد فعلنا ذلك ليعلم اهل الكتاب انهم لا ينالون شيئا من فضل الله ما لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، والله صاحب الفضل العظيم . وقوله تعالى : { أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ } معناه أنّهم لا يقدِرون على شيء ، فأنْ هنا مخففة من أنّ المشددة . وهكذا ختمت السورة بختام يتناسق مع سياقها كله ، وهي نموذج من النماذج القرآنية الواضحة في خطاب القلوب البشرية ، وبها يتم الجزء السابع والعشرون .