Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 11-13)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تفسّحوا في المجالس : توسّعوا . ولْيفسحْ بعضكم لبعض . فسح له في المجلس : وسّع له ليجلس . يفسح الله لكم : في رحمته ويوسع لكم في ارزاقكم . انشُزوا : انهضوا لتوسعوا للقادمين . يرفع الله الذين آمنوا : يعلي مكانتهم . ويرفع اهل العلم كذلك . ناجيتم الرسول : إذا أردتم الحديث معه . فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً : فتصدقوا قبل المناجاة . أأشفقتم : أخفتم . وتاب الله عليكم : رفع عنكم هذه الصدقة ، ورخَّص لكم في المناجاة من غير تقديم صدقة . بعد ان أدّب الكتابُ المؤمنين بأدب الحديث والبعدِ عما يكون سبباً للتباغض من التناجي بالإثم والعدوان - علّمهم كيف يعاملون بعضَهم في المجالس ، من التوسُّع فيها للقادمين ، والنهوض اذا طُلب اليهم ذلك . وأشار إلى أن الله يُعلي مكانة المؤمنين المخلصين ، والذين أوتوا العلم بدرجاتٍ من عنده { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } . فالآية فيها أدبٌ جَمٌّ وتشمل التوسع في إيصال جميع انواع الخير الى المسلم وادخال السرور عليه ، كما قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام : لا يزالُ اللهُ في عَوْنِ العبد ما دام العبدُ في عون أخيه . ولما اكثر المسلمون من التنافُس في القُرب من مجلس الرسول الكريم لسماعِ أحاديثه ، ولمناجاته في أمورِ الدين ، وشَقّوا في ذلك عليه - أراد الله ان يخفّف عنه فأنزل قوله تعال : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ ٱلرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً … } . اذا أردتم مناجاةَ الرسول فتصدّقوا قبل مناجاتكم له ، ذلك خيرٌ لكم وأطهرُ لقلوبكم . فإن لم تجدوا ما تتصدّقون به فإن الله تعالى قد رخّص لكم في المناجاةِ بلا تقديم صدقة ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . { أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ } . ولما علم اللهُ أنهم تحرّجوا من تقديم الصدقات وإن كثيرا منهم لا يجدُ ما يأكل ، عفا عنهم ورفع الصدقة وقال : { فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ وَتَابَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } . لأن الصلاةَ تطهّر النفوس ، والزكاة فيها نفعٌ عام للمؤمنين ، واطاعة الله ورسوله خير ما يأتيه المؤمن ويتحلى به ، { وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } فهو محيط بنواياكم وأعمالكم . قراءات : قرأ عاصم : بالمجالس بالجمع . وقرأ الباقون : بالمجلس على الافراد . وقرأ عاصم ونافع وابن عامر انشزوا بضم الشين . والباقون : إنشِزوا بكسر الشين ، وهما لغتان .