Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 1-4)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تُجادلك : تراجعك في أمرها ، وهي خولة بنت ثعلبة بن مالك الخزرجية الانصارية ، وزوجها : أوس بن الصامت ، أخو عبادة بن الصامت الصحابيّ الجليل المدفون بالقدس . واللهُ يسمع تحاوركما : يسمع ما يدور بينكما من الكلام . والظهار هنا : ان يقول الرجل لزوجته : أنت عليَّ كظهرِ أمي ، يريد انها حرمت عليه كما تحرم امه عليه . منكرا : ينكره الدين ويأباه . وزورا : كذبا لا حقيقة له . يعودون لِما قالوا : ينقضون ما قالوه ويريدون الرجوع الى زوجاتهم . تحرير رقبة : عتق عبد . حدود الله : شريعته واحكامه . قد سمع اللهُ قولَ التي تراجعك في موضوع طلاقها من زوجها ، وتشتكي الى الله ما أصابها ، والله يسمع ما يدور بينكما من المحاورة والكلام { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } . وقد أبطل الإسلامُ هذه العادةَ ، فالذي يقول لزوجته انت عليَّ كظهرِ أمي كلامُهُ باطل ، ولا تحرم زوجته عليه ولا تكون كأمه . فان أمه هي التي ولدَتْهُ ، وان الذين يستعملون هذه الالفاظ من الظهار { لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ ٱلْقَوْلِ وَزُوراً } يأباه اللهُ ورسوله . فالله تعالى أبطلَ هذا الطلاق { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ } لما سلَفَ من الذنوب ، وهذا من فضل الله ولطفه بعباده . ثم فصّل الله تعالى حكم الظِهار فقال : { وَٱلَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا } . 1 - كل من استعمل هذا اللفظ ثم أراد الرجوع الى زوجته فعليه ان يعتق عبداً من قبلِ ان يمسَّ زوجته . { ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ } . هذا الذي أوجبه اللهُ عليكم من عِتقِ الرقبة عظةٌ لكم وجزاء توعَظون به حتى لا تعودوا لمثله ، { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } . 2 - { فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا } . فالذي لا يستطيع ان يعتق عبداً عليه ان يصوم شهرين متتابعين من قبلِ ان يمسّ زوجته . 3 - { فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً } . فمن لم يستطع ان يصوم شهرين متتابعين لعذرٍ شرعي ، فعليه ان يطعمَ ستين مسكيناً من الطعام المتعارف عليه . ذلك الذي بينّاه وشرعناه لتؤمنوا بالله ورسوله ، وتعملوا بما شرعنا لكم . وهذا تسهيل من الله على عباده ولطفِهِ بهم ، وتلك حدود الله فلا تتجاوزوها { وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ، وفي هذا تهديد كبير . قراءات : قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي بإدغام الدال في السين في قوله : قد سمع . والباقون : بالاظهار : قد سمع ، بإسكان الدال وفتح السين . وقرأ عاصم : يظاهرون من ظاهَرَ ، يظاهِر ، بكسر الهاء بغير تشديد . وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو يظَّهَّرون ، بفتح الظاء والهاء المشددتين من ظهَّر يظهر . وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي : يَظّاهرون بفتح الظاء المشددة بعدها الف ، من اظّاهرَ يظاهر .