Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 100-103)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
خلق الكلمة ، واختلقها ، وخرقها ، واخترقها : ابتدعها كذباً ، والخلقُ فعلُ الشيء بتدبير ورفق بديع السماوات : خالقها ومنشئها ، والبديع من أسماء الله تعالى لإبداعه الأشياء الادراك : الوصول الى الشيء ، يقال : تبعه حتى أدركه . البصر : حاسة الرؤية . اللطيف : ضد الكثيف ، واللطف في العمل : الرفق فيه . بعد ان ذكر سبحانه البراهين الدالة على توحيده بالخلق والتدبير في هذا الكون - ذكر هنا بعض انواع الشِرك التي كانت منتشرة عند العرب وكثير من الأمم ، وهي اتخاذ شركاء لله من عالم الجِن المستتر عن العيون . وهم لا يعرفون من هم الجن ، ولكنها أوهام الوثنية . هذا كما اخترعوا لله نسلاً من البنين والبنات … لقد قالوا ان الملائكة والشياطين شركاء لله ، وقد خلقهم الله جميعا ، فإذا كان هو الذي خلقهم فكيف يكونون شركاء له في الألوهية والربوبية ! ! { وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ } . فقد قال مشركو العرب : ان الملائكة بنات الله ، وقالت اليهود : عُزير ابن الله ، وقالت النصارى : المسيح ابن الله … كل هذه الادعاءات لا تقوم على أساس من علم ، بل هي الجهل المطبِق . { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ } . تنزّه الله تعالى عن كل نقص ينافي انفراده بالخلق والتدبير . قراءات : قرأ نافع وأهل المدينة " خرقوا " بتشديد الراء . { بَدِيعُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ … } . هنا يواجه كذبهم واختلاقهم بالحقيقة الالهية ويكشف لهم جهلهم وأوهامهم ، فيقول : ان الله هو الذي انشأ السماوات والارض على غير مثال سبق ، فكيف يكون له ولد ، كما يزعم هؤلاء ، مع انه لم تكن له زوجة ، ولقد خلق جميع الاشياء بما فيها هؤلاء الذين اتخذوهم شركاء له ، فكيف يخلقهم ويشاركون في القدرة على الخلق ؟ انه هو عالم بكل شيء يحصي عليهم ما يقولون وما يفعلون . { ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ … } . ذلكم الله المنزَّه عن كل ما يصفونه به ، المتصف بصفات الكمال ، لا إله غيره ، خالق كل شيء مما كان ومما سيكون ، فهو وحده المستحق للعبادة . فاعبدوه وحده . وهو مع تلك الصفات الجليلة الشأن متوّلٍ جميع الأمور ، يدبّر ملكه بعلمه وحكمته ، فيرزق عباده ، ويكلؤهم بالليل والنهار . { لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَارُ … } . أي لا تُبصر ذاتَه العيون ، لكنه يعلم الأبصار والبصائر ، وهو الرفيق بعباده والخبير بخلقه فلا يخفى عليه شيء من أمرهم .