Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 120-121)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ذروا : اتركوا . الاثم : كل ما حرمه الله ظاهر الاثم ما تعلق بالجوارح من الاعمال ، والباطن ما تعلق باعمال القلوب ، كالكبر والحسد وتدبير المكايد الضارة بالناس . يقترفون : يكتسبون . اتركوا أيها المؤمنون جميع الاعمال المحرمة وابتعدوا عنها ، فالتقوى الحقيقة هي في ترك الاثم ظاهره وباطنه ، أما الذين يكسبون الإثم فسيُجزَون بما اقترفوا من سيئات . وإذا كانت الأنعام حلالاً لكم بذبحها ، فلا تأكلوا مما لم يُذكر اسم الله تعالى عليه عند ذبحه . إن ذلك فسقٌ وخروج عن حكم الله ، وإن المفسدين من شياطين الإنس والجن ليُوَسْوِسون في عقول من استولوا عليهم ليجادلوكم بالباطل ، علّهم يُقنعونكم بأكل الذبائح التي يذكرون عليهم اسم آلهتهم ، او ينحرونها للميسر . ومثل ذلك شأن الميتة ، فقد كان المشركون يجادلون المسلمين في تحريمها ، ويقولون إن الله ذبحها ، فكيف يأكل المسلمون مما ذبحوا بأيديهم ، ولا يأكلون مما ذبح الله ؟ ان هذا من السخف ، فإن قبلتموه وأطعتموهم كنتم مثلهم في الشرك بالله . ونجد الأئمة رحمهم الله قد اختلفوا في هذه المسألة على ثلاثة اقوال : فبعهضم يقول : ان كل ذبيحة لم يُذكر اسم الله عليها عمداً او سهواً لا يحِلُّ أكلها مطلقا . وهذا القول مرويُّ عن ابنِ عُمَرَ ومولاه نافع ، ورواية عن مالك ، وعن احمد بن حنبل ومذهب ابي ثور ، وداود الظاهري . والقول الثاني : ان التسمية على الذبيحة ليست شرطاً بل هي مستحبة … فإن تركَها عمداً أو نسياناً لا يضر . وهذا مذهب الإمام الشافعي وجميع أصحابه . وروي ذلك عن ابن عباس وابي هريرة ، وعطاء بن رباح ، وقالوا : إن النهي كان عن الذبائح التي تذبحها قريش لآلهتهم ، أما ترك التسمية فلا يضر . والقول الثالث : إن تَرَكَ التسمية سهواً لا يضر ، وان تركها عمداً لم تحل . وهذا هو المشهور من مذهب مالك وأحمد بن حنبل ، وبه يقول ابو حنيفة واصحابه ، وهو مروي عن سيدنا عليّ وابن عباس والحسن البصري وغيرهم . قال ابن جرير في تفسيره : اختلف أهل العلم في هذه الآية ، هل نُسخ من حكمها شيء ام لا ؟ فقال بعضهم : إنها مُحكَمة ولم يُنسخ منها شيء ، وقال بعضهم : إنها نُسخت بقوله تعالى : { ٱلْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ } . ثم قال ابن جرير : والصواب : انه لا تنعارُضَ بين حِل طعام أهل الكتاب وبين تحريم ما يُذكر اسم الله عليه . وهذا هو الصحيح . وبعض العلماء يرى أن ما يُذبح عند استقبال مَلِك او أمير حرامٌ ، ولا يجوز أكلُه وفي هذا تشديد وتزمُّت ، فإن مثل هذه الذبائح حلال ، وليست محرّمة ، لأن الناس لا يعبدون هؤلاء الذين ذبحوا لهم عند قدومهم . وليس هذا الاستبشار بقدومهم إلا كذبح العقيقةِ للمولود وغير ذلك …