Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 118-119)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

بعد أن بين الله ضلال مشركي العرب ومن على شاكلتهم في عقائدهم ، لأنهم خراصون ضالون - أردف ذلك بيان مسألة هامة لها خطرها هي مسألة الذبائح لغير الله . { فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ … } . واذا كان الله تعالى هو الذي يعلم المهتدين من الضالين ، فلا تلتفتوا أيها المؤمنين الى ضلال المشركين في تحريم بعض الانعام . كلوا منها ، فقد رزقكم الله إياها ، وجعلها حلالاً لكم ، واذكروا اسم الله تعالى عليها عند ذبحها إن كنتم مؤمنين . وكان مشركو العرب وغيرهم من الوثنين وارباب الملل المختلفة يجعلون الذبائح من امور العبادات ، ويقرنونها بأصول الدين والاعتقادات ، فيتعبدون بذبحها لآلهتهم ولمن قدّسوا من رجال دينهم ، وهذا شِرك بالله . { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ … } . ليس لكم أي مبرر او دليل يمنعكم ان تأكلوا مما يُذكر اسم الله عليه عند ذبحه من الأنعام ولقد بيّن سبحانه وتعالى المحرَّم في غير حال الاضطرار ، كالميتة والدم ، بيدَ أن كثيراً من الناس يُضلون غيرهم بأهوائهم الزائفة من غير علم او برهان . قراءات : قرأ ابن كثير وابو عمرو وابن عامر : " فصل " بضم الفاء ، والباقون " فصل " بفتح الفاء وقرأ نافع ويعقوب وحفص : " حرم عليكم " بفتح الحاء ، والباقون : " حرم " بضم الحاء . وقرأ الكوفيون : " ليضلون " بضم الياء ، والباقون " يضلون " بفتح الياء .