Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 154-157)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تماما على الذي احسن : تماما للنعمة على المحسنين . الدارسة : القراءة والعلم . صَدَفَ عنها : اعرض عنها . ولقد أنزلنا التوراة على موسى استكمالاً للإنعام على من احسن القيام بأمر الدين ، وانزلناه مفصِّلاً لكل شيء من التعاليم المناسبة لقومه ، وهدى الى الطريق السويّ ، ورحمةً لمن اهتدى به … وذلك ليؤمن بنو اسرائيل بلقاء ربهم يوم القيامة . وبعد ان وصف التوراة بتلك الصفات وصف القرآن الكريم فقال : وهذا القرآنُ كتابٌ أنزلناه ، مبارَك مشتمِلٌ على الخير الإلهي ، والمنافع الدينية والدنيوية ، وجامع لاسباب الهداية الدائمة ، فاتّبعوا يا أيها الناس ما هداكم إليه ، واتّقوا ما نهاكم عنه ، { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } . وأنزلنا اليك ايها النبيّ هذا الكتاب المرشِدَ الى توحيد الله وطريق طاعتِه ، حتى لا يعتذر من تبلّغهم إيّاه ويقولوا يوم القيامة : انما أُنزل الكتاب على طائفتين من قَبْلِنا ، اليهود والنصارى ، وكّنا عن تلاوتهما ذلك الكتاب غافلين . بل نحن لا ندري ما هي التوراة ولا الانجيل لعدم فهمنا ما يقول أهلهما ، اذا كانا بلسان غير لساننا . { أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْكِتَابُ لَكُنَّآ أَهْدَىٰ مِنْهُمْ } . كذلك نزلنا هذا القرآن حتى لا تقولو : لو انزل علينا الوحيُ الذي نزل عليهم ، لكنّا اكثر منهم هداية وأحسنَ حالا ، لسعةِ عقولنا وطيب استعدادنا . وهنا ردّ الله عليهم بجواب قاطع لكل حجة ، دافع لكل اعتذار ، فقال : { فَقَدْ جَآءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ } . فلا حجة لكم بعد اليوم على عصيانكم ، ولا محلَّ لقولكم هذا . لقد جاءكم القرآن علامةً واضحة عل صدق محمد صلى الله عليه وسلم ومبيّناً كل ما تحتاجون اليه في دينكم ودنياكم . وبعد ان بيّن سبحانه وتعالى عظيم قدرِ هذا الكتاب بيِّن سوءَ عاقبة من كذّب به فقال : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا } . ان هذه الآيات مشتملة على الهداية الكاملة ، والرحمة الشاملة ، هل هناك أحدٌ أظلمُ ممن كذّب بها واعرض عنها ! ؟ { سَنَجْزِي ٱلَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ } . وسنعاقب الذين يُعرضون عن آياتنا ولا يتدبّرون ما فيها بالعذاب البالغ غايته في الإيلام ، جزاء إعراضهم وعدم تدبرهم .