Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 160-160)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

بعد ان بين الله في هذه السورة العظيمة أصول الايمان ، وأقام عليها البراهين ، وفنّد ما يورده الكفار من الشبهات ، ثم ذكر في الوصايا العشر اصول الفضائل والآداب التي يأمر بها الاسلام وما يقابلها من الرذائل والفواحش - انتقل هنا ليبيّن الجزاء العام على الحسنات : كيف يزيد الله لمن يعملها اضعافا ، فيما يجزي من يعمل السيئة سيئة مثلها فقط . وهذا فضل عظيم من رب رحيم . من عملَ صالحاً يضاعَف له عند ثوابه الى عشرة أمثاله فضلاً وكرما . وقد جاء في بعض الآيات { مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً } . ووعد في بعضها بالمضاعفة الى سبعمائة ضعف كما في قوله تعالى : { مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَٱللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } والعشرة تُعطى لمن أتى بالحسنَة ، أما المضاعفة فوق ذلك فتختلف بحسب ما يكون البذْلُ والعطاء والمنفعة والمصلحة . أما من عملَ عملاً سيئا فإنه سوف يعاقب بمقدار عصيانه فقط ، ذلك عدلٌ من الله ، وليس هناك ظلمٌ بنقصِ ثواب ، ولا زيادة عقاب . روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : " ان الله تعالى كتَبَ الحسنات والسيئات ، فمن همَّ بحسنةٍ فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنةً كاملة ، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله عنده عشرَ حسناتٍ الى سبعمائة ضعف إلى اضعاف كثيرة . ومن همّ بسيئةٍ فلم يعملْها كتبها الله حسنةً كاملة ، فإن هو همَّ بها فعملَها كتبها الله سيئةً واحدة " . قراءات : قرأ يعقوب " عشرةٌ امثالها " برفع عشرة منونة ، وامثالها ايضا مرفوعة ، والباقون " عشر امثالها " .