Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 65-67)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الشيع : واحدها شيعة ، وهم كل قوم اجتمعوا على أمر . او يلبسكم شيعا : يخلط أمركم خلط اضطراب فيجعلكم فرقاً مختلفة . بأس : شدة نصرف الآيات : نحولها من نوع الى آخر من فنون الكلام . يفقهون : يفهمون . مستقر : وقت استقرار ووقوع . بعد ان بيّن تعالى الدلائل على كمال القدرة الآلهية ، ونهاية الرحة بعباده ، ذكر هنا قدرته على تعذيبهم إن عصوَه ، وأبان ان عاقبة كفران النعم زوالها . قل ايها الرسول لقومك الذين لا يشكرون نعمة الله ويشركون معه غيره في العبادة : ان الله وحده هو الذي يقدر على أن يرسل عليكم عذاباً يأتيكم من أعلاكم او من أسفلكم ، او يجعل بعضكم لبعض عدوّاً ، وتكونون طوائف مختلفة الاهواء متناكرة ، يقتل بعضكم بعضا . انظر ايها الرسول كيف دلّت الدلائل على قدرتنا واستحقاقنا وحدنا للعبادة ، ومع هذا لا يؤمن قومك بذلك ! ! لا شك ان هذه الآية من معجزات القرآن الذي لاتفنى عجائبه ، فإن فيها نبأ مَن كان قبل الإسلام ، ومن كان زمن التنزيل ، ومن سيأتي بعدهم . فهذه الحروب التي تشبّ في عصرنا فيها من الأهوال ما لم يسبق له نظير ، فقد ارسل الله على تلك الأمم المحاربة عذاباً من فوقها تقذفه الطائرات والصواريخ وعذاباً من تحتها تقذفه الغواصات من اعماق البحار ، وتهلك به مختلف السفن ، كما جعل امم اوروبا شيعاً متعادية ، ذاق بعضُها بأس بعض فحلّ بها من القتل والدمار والتخريب ما يشيب له الاطفال . واذا نظرنا في احوالنا نحن العرب والمسلمين ، نجد أننا يعادي بعضنا بعضا ونحترب ، فيما العدو مترّبص بنا ينتظر لينقضّ علينا ويلتهم ما يستطيع من أراضينا وبلادنا . وما ذلك إلا لأننا بعُدنا عن ديننا ، وغرّتْنا الحياة الدنيا ، فاصبحنا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون . روى أحمد والترمذي عن سعد بن أبي وقاص قال " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية " قُلْ هو القادِرُ الخ … " قال : أما إِنّها كائنةٌ ولَمْ يَأتِ تأويلُها بعد … " { وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ ٱلْحَقُّ … } . ثم ذكر الله تعالى ان قوم الرسول الكريم قد كذبوا بالقرآن على ما فيه من الآيات الواضحة البينة ، وهو الحق الثابت ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . ثم امر رسوله أن يبلغهم أن لا سبل له في اجبارهم على الايمان به فقال : " قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيل " لا أنا حفيظ ولا رقيب ، وإنما أنا رسول أبلّغكم رسالات ربي ، ولا أملك القدرة على اجبار الناس ان يؤمنوا . ثم هددهم وتوعدهم على التكذيب به فقال : { لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } لك خبر جاءَ به القرآن وقت يتحقق فيه ، وسوف تعلمون صدق هذه الاخبار عند وقوعها .