Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 7-9)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الكتاب : الصحيفة المكتوبة ، ومجموعة الصحف في موضوع واحد . القرطاس : الورق الذي يكتب فيه . اللمس : مسُّ الشيء باليد ، وقد يستعمل بمعنى طلب الشيء ، يقال : لمسه والتمسه وتلمّسه . السحر : خداع وتمويه يُري ما لا حقيقة له في صورة الحقائق لقُضي الأمر : لتم هلاكهم . لا ينظَرون : لا يمهلون . اللبس : الستر والتغطية . بعد أن أرشد سبحانه في الآيات المتقدمة إلى ما دعا اليه الرسولُ الكريم من التوحيد والبعث ، ثم ذكر أن قريشا نزعت إلى التكذيب ، وانذرهم عاقبة ذلك طالباً اليهم أن يتعظوا من أمم غابرة - أورد هنا شُبهاتِ أولئك الجاحدين المعاندين على الوحي وبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم منها لجوؤهم الى رمي الحديث بالسحر . وتفسير الآية : ولو انْزلنا عليك ايها النبي هذا القرآن مكتوبا في ورق ظاهر ، كدليل على رسالتك ، قرأوا بأعينهم وتأكدوا منه بلمسه بأيديهم لقالوا : ما هذا الذي رأيناه ولمسناه إلا سحر واضح ظاهر . وكان كفار قريش وزعماؤهم يتعنّتون كثيراً ويطلبون من الرسول الكريم اشياء للتعجيز ، وكان النبي يعجَب من كفر قومه به وبما انزل عليه ، رغم وضوح برهانه - فبيّن الله تعالى أسباب ذلك ، وان هذا قديم في طباع البشر وأخلاقهم . وكان من تعنت قريش أنهم اقترحوا ان يُنزل على الرسول ملَك من السماء يسمعون كلامه ويرونه ، ويكون معه رساله من ربه . وقد رد الله تعالى الاقتراحين بقوله تعالى : { وَقَالُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ ٱلأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } قالوا : نطلب ان ينزل الله عليه ملَكاً يصدِّقه ، ولو أنزلْنا كما اقترحوا لقُضي الأمر بإهلاكهم ثم لا يؤخَّرون ساعة . ولو جُعل الرسول ملَكاً لجُعل متمثّلاً في صورة بشرٍ ، وذلك ليستطيعوا رؤيتَه ، وسماعَ كلامه فالملائكة ارواح لطيفة لا تُرى ، ولا يمكن ان يظهروا للعيان الا في صورة جسم بشري . ولو جاءهم ملك في صورة بشر لاعتقدوا انه بشر مثلهم ، وحينئذٍ يقعون في اللَّبس والخطأ الذي يتخبطون فيه الآن . وقد ذكر الإِمام البخاري في تفسير " قضاء الأمر " عدةَ وجوه : 1 - ان سنة الله قد جرت بأن أقوام الرسل إذا اقترحوا آية ثم لم يؤمنوا بها بعد أن جاءتهم - عذّبهم الله عذاب الاستئصال . والله لا يريد ان يستأصل هذه الأمة التي بعث فيها خاتم رسله نبي الرحمة { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } . 2 - انهم لو شاهدوا الملَك بصورته الأصلية لماتوا من هول ما يشاهدون . 3 - انهم اقترحوا ما لا يتوقّف عليه الإيمان ، فلو أُعطوه ولم يجدِ ذلك معهم نفعا - دلّ ذلك على منتهى العناد الذي يستدعي الاهلاك وعدم الإمهال …