Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 61, Ayat: 7-14)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الاسلام : معناه هنا الاستسلام والانقياد لأمر الله . نور الله : دينه الذي يدعو اليه الرسول الكريم . بأفواههم : يعني بأكاذيبهم واباطيلهم . والله متم نوره : والله مظهرٌ دينَه ، وقد صدق . بالهدى : بالقرآن . ودين الحق : الدين الصحيح . نصر من الله وفتح قريب : فتح مكة . الحواريون : الأصفياء والخلاّن . انصار الله : الناصرون لدينه . ظاهرين : غالبين . من أشدُّ ظلماً وعدواناً ممن اختلقَ على الله الكذب ، وهو يدعو الى الاسلام ! لقد دعاهم الرسولُ الكريم الى نبذ الشِرك ، ودعاهم الى الايمان بالله وحده فلم يؤمنوا ، وأثاروا حوله الشكوك والافتراءات ، { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } الّذين يفترون على الله الكذب . ثم بين الله تعالى أنهم حاولوا إبطالَ الدِين وردَّ المؤمنين عنه ، لكنّهم لم يستطيعوا وخابوا في سعيهم فقال : { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ } . ان هؤلاء الجاحدين من قريشٍ ، وبني اسرائيل في المدينة ، والمنافقين معهم - حاولوا القضاءَ على الإسلام بالدسائس والأكاذيب فخذلَهم الله تعالى ، وأظهر دِينه فهو الدينُ القيم الذي انار الكون ، وخاب سعيهم . { وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ } . ثم بين الله تعالى أنه ارسل رسولَه محمداً صلى الله عليه وسلم بالقرآن الذي هدى الناس وأنار الكون ، وبدينِ الاسلام الحق { لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ } . وقد وردت هاتان الآيتان في سورة التوبة ، مع تغيير بسيط في الالفاظ في الآية الأولى . وبعد ان حث على الجهاد في سبيله ، ونهى المسلمين ان يكونوا مثلَ قوم موسى او قوم عيسى - بيّن هنا ان الايمان بالله والجهادَ في سبيله بالمال والنفس تجارةً رابحة ، لأن المجاهدين ينالون الفوز بالدنيا ، فيظفر واحدهم بالنصر والغنائم وكرائمِ الاموال ، والثوابَ العظيم في الآخرة اذ يحظى بالغفران ، ورضوان الله ، والخلود في جنات عدن . فهذه هي التجارة الرابحة ، الثبات على الايمان بالله ورسوله ، والجهاد في سبيل الله بأموالكم وانفسكم ، وذلك هو الخير العظيم ، ثم يتبعه الغفران ، والخلود في { جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } وأيّ فوز اعظم من هذا ! ! ثم أتبع ذلك كله ببشرى عظيمة يحبها المؤمنون وينتظرونها وهي : { وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّن ٱللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } نعمة كبرى تحبونها : النصر من الله ، وفتح مكة . وهو آت قريب . وقد أنجز الله وعده . { وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } يا محمد بهذه النعم ، وان الله تعالى نصَرَهم لأنهم آمنوا حقيقة ، وجاهدوا جهاداً كبيرا ولم ينتظروا من أحدٍ ان يساعدَهم وهم قاعدون … كما يفعل العرب والمسلمون اليوم . ثم امر الله تعالى المؤمنين ان يعملوا ويجدّوا ويكونوا انصار الله في كل حين ، فلا يتخاذلوا ولا يتناحروا ويتحاربوا ، وان لا يتوكلوا فيقعدوا ويطلبوا النصر ، بل عليهم ان يعملوا ويجاهدوا حتى يكتب الله لهم النصر . فقال : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُوۤاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ } فاستعدّوا وأعدّوا من قوتكم ما استطعتم ، ولا تنتظروا من أعدائكم ان يحلّوا لكم قضيتكم وينصروكم . وكيف ينصرونكم والبلاء منهم ، وهم الذين يدعمون عدوكم ويمدّونه بالمال والسلاح ! ! وخلاصة القول : كونوا أنصار الله في جميع أعمالكم وأقوالكم واستعدّوا دائما ، كما استجاب الحواريّون لعيسى . { فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ فَأَيَّدْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ } . وانتم أيها المسلمون في هذا العصر اذا كنتم تريدون ان تبقوا في بلادكم وان تستردوا الاراضي المقدسة وما اغتُصب من وطنكم ، على يد اليهود والدولة الكبرى حليفتهم والمؤيدة لهم - فجاهدوا جهادا حقيقيا في سبيل الله ينصركم الله ، وتصبحوا ظاهرين غالبين . قراءات : قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وحفص وخلف : متم نوره بضم الميم والاضافة بجر نوره . والباقون : متم نوره بتنوين متم ، ونصب نوره . وقرأ ابن عامر : ننجيكم من عذاب أليم بفتح النون الثانية وبتشديد الجيم . والباقون : ننجيكم بضم النون الأولى واسكان الثانية وكسر الجيم دون تشديد . وقرأ ابن كثير ونافع وابو عمرو : كونوا انصاراً لله بالتنوين . وقرأ الباقون : كونوا انصار الله بالاضافة . وقرأ نافع وحده : من انصاريَ الى الله بفتح الياء . والباقون : انصاري الى الله .