Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 1-11)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تبارك : تعالى ربنا عما لا يليق به . بيده الملك : له التصرف المطلق في هذا الكون . ليبلوكم : ليختبركم . طباقا : يشبه بعضها بعضا في الاتقان . ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت : لا ترى فيما خلق الله من اختلاف وعدم تناسب واتقان صنعة . فارجع البصرَ : أعد النظر . هل ترى من فُطور : هل ترى من نقصٍ او شقوق . ثم ارجع البصرَ كرّتين : ثم أعد النظر مرة بعد مرة ، وليس المراد مرتين فقط . ينقلب اليك : يرجع اليك . خاسئا : صاغراً ذليلا . وهو حسير : وهو كليل ، ضعيف . بمصابيح : بنجوم كأنها مصابيح تضيء . رجوما : مفردها رَجْم وهو كل ما يرمى به . اذا أُلقوا فيها : اذا طُرحوا في جهنم كما يطرح الحطب في النار . شهيقا : تنفسا قويا . تفور : تغلي بشدة . تكاد تميَّزُ من الغيظ : تكاد تتقطع من شدة الغضب . فوج : جماعة . خَزَنَتُها : واحدها خازن ، وهم الملائكة . نذير : رسول ينذركم ويحذركم . فسُحقا : فبعداً وهلاكا لأصحاب السعير . افتتح الله تعالى هذه السورةَ الكريمة بتمجيد نفسه ، وأخبر انّ بيدِه الملكَ والتصرفَ في جميع المخلوقات { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . ثم أخبر بأنه خلَقَ الموتَ والحياة لغايةٍ أرادها ، هي أن يختبركم أيُّكم أصحُّ عملاً ، وأخلصُ نيةً ، وهو ذو العزةِ الغالبُ الذي لا يُعجزه شيء ، الغفورُ لمن أذنبَ ثم تاب ، فبابُ التوبة عنده مفتوح دائماً . ثم بيّن الله تعالى انه أبدعَ سبع سماواتٍ طباقاً ، يطابق بعضُها بعضا في دِقّة الصَّنعةِ والإتقان . والعددُ سبعة لا يفيد الحَصر ، بل يجوز ان يكون هنا أكثر بكثير ، ولكنّ القرآن يجري على مفهوم لغةِ العرب … فإن هذا الكونَ العجيبَ فيه مَجَرّات لا حصر لها وكل مجرّةٍ فيها ملايين النجوم . والسماءُ كل ما علانا فأظلَّنا والصورةُ التي يراها سكانُ الأرض في الليالي الصافية هي القبّة الزرقاءُ تزيّنها النجومُ والكواكب كأنها مصابيحُ ، كما تُرى الشهبُ تهوي محترقةً في أعالي جوّ الأرض . ما تَرى أيها الإنسان في صُنع اللهِ أيَّ تفاوت . { فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ } . أعِد النظرَ في هذا الكون العجيب الصنع ، وفي هذه السماء … هل تجد اي خلل ؟ { ثُمَّ ارجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ } ثم أعِد البصرَ مرّاتٍ ومرات ، وفكر في هذا الصنع البديع ، يرجعْ إليك البصرُ وهو صاغرٌ وكليل … ولا يمكن أن ترى فيها أيَّ خللٍ او عيب . ثم بعدَ ان بيّن ان هذه السماواتِ وهذا الكونَ كلّه وُجد على نظامٍ دقيق متقَن ، وهو مع ذلك الغايةُ في الحسن والجمال والبهاء قال : { وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ } . إن هذه السماء القريبة منّا والتي نراها - مزينةٌ بهذه النجوم المضيئة ، والكواكبُ بهجةً للناظرين ، وهدىً للسارِين والمسافرين في البر والبحر ، والشهُبُ التي نراها متناثرةً في الليل رُجومٌ للشياطين ، وقد أعدَدْنا لهم في الآخرةِ عذابَ النار . وكذلك أعدَدْنا لِلّذين كفروا بربّهم عذابَ جهنّم وبئس مآلُهم ومنقَلَبُهم . ثم وصفَ هذه النار ، بأنّه يُسمع لها شهيق حين يُلقَى فيها الكافرون ، وأنّها تفورُ بهم كما يفور ما في المِرجَلِ حين يغلي ، وأنها تكون شديدةَ الغيظ على من فيها ، وان خَزَنَتَها من الملائكة يَسألون من يدخل فيها : { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ } من ربّكم ؟ فيعترفون بأن الله ما عذَّبهم ظلماً ، بل جاءهم الرسُل فكذّبوهم . ثم يعترفون أيضا بقولهم { وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } فاعترفوا بتكذيبهم وكفرهم . ولن ينفعهم اعترافُهم ، فبُعداً لأصحاب السعير عن رحمة الله . قراءات : قرأ حمزة والكسائي : ما ترى في خلق الرحمن من تفوّت بتشديد الواو بلا الف . والباقون : من تفاوت . وقرأ الكسائي : فسحقاً بضم السين والحاء . والباقون : فسحقا بضم السين واسكان الحاء ، وهما لغتان .